أعلن رجلا دين سنيان من «هيئة العلماء المسلمين» في لبنان الأربعاء، إفراج المسلحين الذين يشتبكون مع الجيش في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، عن ثلاثة جنود، وتعهدهم بالانسحاب «الكامل» من البلدة خلال 24 ساعة. وكان وفد من الهيئة ضم الشيخين حسام الغالي وسميح عز الدين، قد دخل ظهر أمس البلدة، لبذل مساعٍ لوضع حد للمعارك المستمرة منذ السبت، تزامناً مع وقف لإطلاق النار «لأسباب إنسانية» كان من المقرر أن ينتهي الساعة السابعة مساء أمس، وجرى تمديده 24 ساعة. وقال الغالي في تصريحات للصحافيين في بلدة رأس بعلبك بعد خروج الوفد من عرسال «الاتفاق الأولي، الذي تم مع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام وقيادة الجيش ومع كل الأطراف المعنيين، هو تمديد وقف إطلاق النار حتى الساعة السابعة مساء اليوم»، مضيفاً «الخطوة الثانية أن المقاتلين الموجودين في عرسال بدأوا منذ هذه اللحظة بالتوجه إلى خارج لبنان». وقال عز الدين من جهته «تم تحرير ثلاثة أسرى من الجيش اللبناني، اثنين منهم هما جنديان من عرسال فضلا الذهاب إلى أهلهما بسبب الخوف والرعب»، في حين التحق الثالث بمركز للجيش قرب عرسال. وأكد أن المسلحين، الذين تفاوض معهم وفد الهيئة المؤلفة من رجال دين سنة «تعهدوا قبل انتهاء الهدنة غداً أن يكونوا قد انسحبوا بالكامل من عرسال». وأشار إلى أن المسلحين «طلبوا منا ألا يتعرضوا لإطلاق النار»، مضيفاً أن حصول ذلك «يهدد الهدنة ويهدد العملية التفاوضية بالكامل». وأوضح أن مفاوضات «ستبدأ مع هؤلاء المسلحين على إطلاق بقية الأسرى»، مؤكداً أن كل هؤلاء «على قيد الحياة». وبدأت المعارك السبت بهجوم شنه مسلحون ينتمون إلى تنظيم «داعش» وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، على مواقع الجيش في محيط عرسال إثر توقيف الأخير قيادياً جهادياً سورياً. وأدت المعارك إلى مقتل 17 عسكرياً بينهم ثلاثة ضباط، وفقدان الاتصال مع 22 آخرين. كما اقتحم المسلحون البلدة، واقتادوا عشرين عنصراً من فصيلة لقوى الأمن الداخلي فيها، أفرجوا عن ثلاثة منهم الثلاثاء بوساطة من «هيئة العلماء المسلمين». وتستضيف البلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الهاربين من النزاع المستمر في بلادهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وشدد الغالي على أن «هيئة العلماء المسلمين لن تسمح بأن يمس شيء المدنيين السوريين واللبنانيين، ونحن متعهدون بذلك»، مضيفاً «لن نسكت على أي مساس بالمدنيين بعد انسحاب المسلحين». وتعد هذه الأحداث الأخطر منذ اندلاع النزاع السوري، في البلدة التي تتشارك في حدود طويلة مع منطقة القلمون السورية، حيث تدور معارك بين القوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني.