أعلن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أمس رفض الحكومة «مهادنة الإرهابيين»، في إشارة إلى مسلحين يرجح أنهم «جهاديون» يخوضون منذ السبت معارك مع الجيش في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، ما أدى إلى مقتل 16 عسكريا وفقدان الاتصال مع 22. وأكد سلام أن كل المكونات السياسية المنقسمة بشدة حول النزاع السوري المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تدعم الجيش في المعارك حول البلدة التي شهدت اليوم نزوحا للمئات من قاطنيها، بينهم لاجئون سوريون. إلا أن سلام الذي أدلى بكلمته محاطا بعدد من الوزراء الذين يمثلون مختلف القوى السياسية، أكد أن «الجيش الذي قدم الشهيد تلو الشهيد في معركته المجيدة على أرض البقاع (المحافظة الحدودية التي تقع فيها عرسال)، يحظى بدعم كامل من الحكومة بجميع مكوناتها السياسية التي تمحضه ثقتها التامة وتؤكد أنها تقف صفا واحدا وراءه في مهمته المقدسة». واعتبر أن «النقاش المشروع والمطلوب حول ظروف ما جرى ومسبباته، فله يوم آخر». ويحمل خصوم حزب الله «تورطه» في القتال إلى جانب النظام مسؤولية تداعيات النزاع السوري، في حين تتهم دمشق والحزب خصومهما بدعم المعارضين. ورأى الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إميل حكيم أن مشاركة أفراد لبنانيين في القتال في سوريا هي العامل الرئيس في انتقال المعارك السورية إلى الداخل اللبناني. وأشار إلى أن الوضع في عرسال قابل للاحتواء في المدى المنظور، إلا أن حملة عسكرية واسعة أو مشاركة حزب الله في المعارك، قد تؤدي إلى نقمة في صفوف السنة المتعاطفين مع المعارضة السورية في لبنان.