أعلن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام امس الاثنين رفض الحكومة «مهادنة الارهابيين»، في اشارة الى مسلحين يرجح انهم جهاديون يخوضون منذ السبت معارك مع الجيش في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، ما ادى الى مقتل 16 عسكريا وفقدان الاتصال مع 22. واكد سلام ان كل المكونات السياسية المنقسمة بشدة حول النزاع السوري المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام، تدعم الجيش في المعارك حول البلدة التي شهدت نزوحا للمئات من قاطنيها، بينهم لاجئون سوريون. وقال سلام إثر جلسة استثنائية لمجلس الوزراء «إننا نؤكد ان لا تساهل مع الارهابيين القتلة ولا مهادنة مع من استباح ارض لبنان واساء الى اهله». واضاف «لا حلول سياسية مع التكفيريين الذين يعبثون بمجتمعات عربية تحت عناوين دينية غريبة وظلامية، ويريدون نقل ممارساتهم المريضة الى لبنان»، مؤكدا ان «الحل الوحيد المطروح هو انسحاب المسلحين من عرسال وجوارها وعودة الدولة الى هذه المنطقة بكل اجهزتها». واندلعت المعارك السبت إثر مهاجمة المسلحين مراكز الجيش في محيط عرسال اثر توقيف الاخير قياديا جهاديا سوريا. وافاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس امس الاثنين ان 16 عنصرا من الجيش بينهم ضابطان قتلوا في المعارك، وان الجيش قتل في المقابل «عشرات المسلحين». كما اصيب 86 عسكريا بجروح، وفقد الاتصال مع 22 آخرين، بحسب الجيش. وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي اشار في مؤتمر صحافي الاحد الى احتمال ان يكون الجنود المفقودون «اسرى» لدى المسلحين. ويحتجز المسلحون كذلك 20 عنصرا من قوى الامن الداخلي بعدما اقتحموا السبت مركزهم في داخل عرسال، بحسب مصدر امني. وتتشارك عرسال حدودا طويلة مع منطقة القلمون السورية حيث تدور معارك بين مقاتلين متحصنين في الجرود من جهة، والقوات النظامية السورية وحزب الله اللبناني من جهة اخرى. وتأتي هذه الاحداث لتضاف الى تفجيرات واشتباكات شهدها لبنان المنقسم على خلفية النزاع السوري. الا ان سلام الذي ادلى بكلمته محاطا بعدد من الوزراء الذين يمثلون مختلف القوى السياسية، واكد ان «الجيش الذي قدم الشهيد تلو الشهيد في معركته المجيدة على ارض البقاع (المحافظة الحدودية التي تقع فيها عرسال)، يحظى بدعم كامل من الحكومة بجميع مكوناتها السياسية التي تمحضه ثقتها التامة وتؤكد انها تقف صفا واحدا وراءه في مهمته المقدسة». واعتبر ان «النقاش المشروع والمطلوب حول ظروف ما جرى ومسبباته، فله يوم آخر».