ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس السبت أن بعض قوات جيش الاحتلال بدأت في الانسحاب من مناطق حضرية في قطاع غزة وأنه من المتوقع أن تتبعها مزيد من القوات. ولم يتضح بعد حجم القوات التي يُتوقَّع أن تبقى داخل قطاع غزة. وهذه هي المرة الأولى التي يسحب فيها جيش الاحتلال جزءا من قواته من غزة منذ أن توغل في القطاع منتصف يوليو الفائت. ورغم الانسحاب الجزئي، قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مساء أمس إن «القتال سيستمر حتى يتحقق هدف إعادة الأمن لسكان إسرائيل». في السياق نفسه، رجح مسؤولون إسرائيليون أن تنهي حكومة نتنياهو «الصراع المستمر منذ ما يقرب من 4 أسابيع دون التعامل مع حماس وبمجرد تحقيق أهداف معينة». وأرجعت اثنتان من محطات التليفزيون في إسرائيل الانسحاب الجزئي إلى اقتراب جيش الاحتلال من تحقيق هدفه الأساسي في العملية العسكرية «وهو تدمير أنفاق حماس تحت الحدود». بدوره، أكد متحدث باسم جيش الاحتلال أنه لا يستطيع التعقيب على انتشار القوات. ميدانياً، قتل عشرة فلسطينيين وأصيب نحو عشرة آخرين عصر أمس، مع تواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة وذكرت مصادر طبية أن أربعة أشخاص بينهم طفل معاق من عائلة واحدة قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في مخيم النصيرات وسط القطاع. وأوضحت المصادر أن أربعة أشخاص آخرين من عائلة واحدة كذلك قتلوا في غارة إسرائيلية مماثلة على منزلهم في رفح أقصى جنوب القطاع. كما أعلنت المصادر مقتل شخصين في استهدافين إسرائيليين منفصلين على مدينة خان يونس جنوب القطاع. وحسب المصادر خلفت الغارات الإسرائيلية نحو 30 جريحا وصفت حالات عدد كبير منهم بالحرجة. وقالت مصادر فلسطينية إن غارات إسرائيلية استهدفت مباني في الجامعة الإسلامية في غزة وأكثر من 10 منازل سكنية ومقراً لمحكمة ومقرات حكومية متعددة. وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة أن الهجمات الإسرائيلية دمرت 41 مسجدا بشكل كلي و120 جزئيا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع قبل 27 يوما. ونالت الخطة التي اقترحتها مصر لوقف النار وإنهاء العنف في غزة تاييد الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في القاهرة أمس إن الاتحاد الأوروبي يؤيد تماما المبادرة التي طرحتها حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأوضح رينتسي في مؤتمر صحفي «لقد تحدثت بالفعل عن الوضع في غزة. ونحن بحاجة لأن تكون لأوروبا سياسة خارجية أقوى بكثير. هناك حاليا عملية إعادة هيكلة جارية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وسيتم انتخاب مسؤول جديد للسياسة الخارجية، لكن النهج الذي نحن نريد أن نسلكه هو الدعم الكامل للمبادرة المصرية. إنها الخطة الوحيدة حاليا. وأعرب عن اقتناعي أيضا وباسم أوروبا بأن خارطة الطريق التي طرحها الرئيس المصري تستحق الاهتمام الكامل من المؤسسات الأوروبية.» وبدأت الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي وقالت إنها تريد استخدام دورها للعمل مع المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام في الشرق الأوسط. من جهته أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أنه تم إحصاء 120 قتيلا في رفح منذ صباح الجمعة ليرتفع إلى 1660 على الأقل عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ بدء العملية العسكرية في قطاع غزة في 8 يوليو. وقال أشرف القدرة إن «عدد الشهداء في مجزرة رفح حتى الآن أكثر من 120 شهيدا بعد انتشال عدد من الشهداء». وأضاف القدرة «حصيلة شهداء الحرب والعدوان على قطاع غزة تجاوزت 1660 شهيد وحوالي 9000 جريح غالبيتهم من المدنيين». وأشار إلى أن «عمليات انتشال جثث الشهداء في كافة مناطق القطاع خصوصا في رفح وخان يونس تتواصل بصعوبة بسبب القصف الإسرائيلي الهمجي». وتواصل الدبابات الإسرائيلية القصف المدفعي خصوصا على مدينة رفح والبلدات الشرقية في خان يونس.