يواجه تنظيم «داعش» الذي شهد نفوذه تصاعداً سريعاً منذ يونيو الماضي انتفاضة سنية في شرق سوريا، بينما تستعر المعارك بينه وبين المقاتلين الأكراد في شمال البلاد، في مواجهات تضفي تعقيدات جديدة على النزاع السوري المتعدد الجبهات. في محافظة حلب «شمال»، استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية الذين يتمسكون باستقلالية مناطقهم بعض المواقع التي سيطر عليها تنظيم «داعش» في ريف مدينة كوباني «عين العرب» الحدودية مع تركيا بعد معارك عنيفة بدأت أمس الأول الأربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقُتِلَ في المواجهات 14 مقاتلاً كردياً و35 عنصراً على الأقل من «داعش». ويسيطر التنظيم المتطرف على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها محاذية لمناطق أخرى تحت سيطرته في شمال العراق وغربه. وتشكل كوباني جيباً داخل هذه المنطقة على الحدود السورية التركية، ويسعى التنظيم إلى الاستيلاء عليها. كما يسعى التنظيم إلى التوسع في محافظة الحسكة «شمال شرق» التي يتقاسم السيطرة عليها مع الأكراد وبعض الكتائب المقاتلة ضد النظام السوري وقوات النظام التي تتمركز خصوصاً في مدينة الحسكة، مركز المحافظة. وتعرضت المدينة أمس لسقوط عدد من قذائف الهاون أطلقها عناصر «داعش» المتمركزون في محيطها، بحسب المرصد السوري، ما تسبب في مقتل 3 أشخاص. ويقطن المدينة حوالي 200 ألف شخص غالبيتهم من الأكراد مع أقليات مسيحية وسنية وغيرها. وفي شرق البلاد، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين «داعش» ومسلحين عشائريين سنة. وبدأت المعارك الثلاثاء بعد أن أقدم التنظيم المتطرف على اعتقال 3 من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الكشكية في ريف دير الزور «متجاوزاً اتفاقاً بين الطرفين نص على تسليم الأسلحة للتنظيم والتبرؤ من قتاله مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات»، بحسب ما أورد المرصد. ورداً على ذلك، شن مسلحون عشائريون من بلدات الكشكية وأبو حمام وغرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات فجر أمس الأول هجوماً على دورية ل «داعش» في بلدة أبو حمام وعلى مقر للتنظيم في بلدة الكشكية. واندلعت اشتباكات على الإثر بين الطرفين قُتِلَ فيها 5 مقاتلين من «داعش» على الأقل، أحدهم بلجيكي. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، أطلق سوريون من عشيرة الشعيطات حملة تحت عنوان «الشعيطات تنتفض على داعش»، وبثوا صوراً لجثث مقاتلين وأسرى من التنظيم. وفي ريف دمشق، ارتفع إلى 17 بينهم 3 أطفال وامرأتان عدد الذين قُتِلُوا جراء قصف قوات النظام لمناطق في مدينة دوما الأربعاء، كما تسبب القصف في إصابة العشرات بجروح. وتحاصر قوات النظام دوما الواقعة شمال شرق دمشق منذ أكثر من سنة، ويعيش في المدينة عشرات آلاف السكان والنازحين من مناطق أخرى.