بدأ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» ممارسة ضغوط على العشائر المسلحة في محافظة دير الزور (شرق سوريا) لتسليم سلاحها ومبايعة التنظيم، وهو ما أثار خلافاً بين وجهاء العشائر وأبنائها، الذين انتقدوا مبايعة بعض العشائر ل «داعش». وأفاد ناشطٌ من دير الزور، التي سيطر عليها «داعش» قبل أيام بأن عدداً من مشائخ ووجهاء العشائر في ريف الدير يواجهون انتقادات واسعة من قِبَل أبناء العشائر نفسها بعد أن عقدوا اتفاقات مع التنظيم مكَّنت له في المحافظة. وأكد الناشط ل «الشرق» أن المحافظة باتت بالكامل تحت سيطرة «داعش» باستثناء المطار العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام. وقال إن «داعش» يسعى لضمان ولاء أبناء العشائر في ريف دير الزور والرقة والحسكة حتى حلب ويمهِّد لإعلان السيطرة على الخط السوري الموازي للجبهة العراقية كاملاً. وأضاف «ريف دير الزور يقف دائماً مع الأقوى، وداعش اليوم هو الفصيل الأقوى هناك، خاصةً بعد أحداث العراق الأخيرة واستيلائه على كميات كبيرة من السلاح والمال من محافظة الموصل العراقية». وذكر أن التنظيم يبحث عن الأشخاص، الذين كانوا يعملون في تجارة وتكرير النفط في المحافظة لمصادرة أموالهم، كما يحاول الاستيلاء على كل أتيح له من موارد وأموال. وكشف الناشط، الذي طلب من «الشرق» حجب اسمه، عن بث «داعش» أنباءً بين سكان ريف دير الزور تفيد بفرض التنظيم التجنيد الإلزامي في صفوفه على الشباب «كما فُرِضت أحكام «قاسية» على المدخنين وكاشفات الوجه»، بحسب قوله». ووفق المصدر، فإن «داعش» يخلي كل قرية يبايع أهلها التنظيم ويقوم بتفتيشها قبل إعادة الأهالي إليها دون سرقة ممتلكاتهم لإغراء القرى بأن تبايعهم. وأشار المصدر إلى ضغوط يمارسها التنظيم على أبناء العشائر لتسليم أسلحتهم. وكان التنظيم قد كَسَب مبايعة عشائر «الشعيطات»، التي تتمركز في قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج والبحرة وتعد من أقوى العشائر المسلحة. ووفق مصادر، اشترطت عشائر «الشعيطات» ألا يدخل عناصر التنظيم إلى القرى المذكورة، وأن يبقى أهلها داخلها ويُعيَّن أمير من العشائر مع احتفاظ المقاتلين بسلاحهم، غير أن ناشطين رجحوا أن تسلم «الشعيطات» سلاحها خلال الساعات المقبلة. ويشبه الصلح، الذي تم التوصل إليه بين «داعش» و»الشعيطات» الاتفاق الذي جرى مع قرية الشحيل قبل أن يغيِّر التنظيم شروطه في اليوم التالي ويطالب بإخلاء المدينة من الأهالي وتسليم مقاتلي «جيش الإخلاص» و»جيش مؤتة» سلاحهم، تلا ذلك تفجير منازل في القرية تابعة لقيادي في «جبهة النصرة». أما أهالي قرى صبيخان والدبلان وغريبة والكشمة في الدير، فبايعوا التنظيم يوم الإثنين الماضي. وهذه المناطق قريبة من بلدة القورية، التي شهدت تظاهرات على مدى الأيام الماضية ترفض دخول عناصر التنظيم إليها على الرغم من مبايعة قادة القرية له.