وجه مألوف.. يتخطى الصفوف.. بالعقل والمنطق.. ينافس دون أن يشاكس كالآخرين.. سياسي محنك خريج أقوى جامعات العالم.. دبلوماسي فريد صال وجال في العمل.. رياضي كان داعماً «خفياً» لسنوات هارباً من الشهرة بينما آخرون يلاحقونها.. وعندما طلَّ وظهر قاد عشقه «نادي النصر» لمنصات البطولات بعد أن عاش أعواماً بعيداً عنها.. إنه الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر السياسي القادم بالماجستير من جون هوبكنز العريقة الذي جاء للرياض وفي جعبته سنوات مضيئة من العمل السياسي نائباً للملحق التعليمي ونائباً للملحق الصحي ومستشاراً خاصاً لسفير السعودية في واشنطن آنذاك الأمير بندر بن سلطان، ثم نائباً لرئيس قسم الشؤون السياسية في السفارة.. تعلقت جماهير النصر بكل شرائحها بالأمير الرياضي عندما تكفل بمهرجان الأسطورة ماجد عبدالله، لم يكونوا حينها عالمين بخفايا قدر يُرجِع ناديهم لموقعه على منصة البطولات، ولم يعوا بتفاصيل صفقات خفية كان يديرها كحيلان قبل أن يظهر في منصب رسمي، فقد كان جندياً مجهولاً يؤسس لمنظومة عمل احترافية جنى النصر ثمارها بعمل مؤسساتي لينال بطولتين غاليتين في عام واحد.. يعشق الأمير فيصل لغة النتائج كثيراً، وقد أبلغ مجلس إدارته وأعضاء الشرف أن النصر سيحقق البطولات وسيكون حاضراً ناضراً في المستطيل الأخضر، وأن العالمي سيعود لمغازلة الكؤوس والذهب وكان له ما أراد.. حوالي 120 مليوناً دفعها «الرمز النصراوي» سليل العائلة النصراوية العريقة وطعَّم النصر بحوالي 100 لاعب عالمي ومحلي.. يعمل في صمت ولا يعترف إلا بنتائج العمل. العاملون مع الأمير يعرفون بعد نظر الأمير في الصفقات التي يرى البعض وفق وجهة نظرهم أنها «غالية ومبالغ فيها»، إلا أنهم وجدوا بعد أشهر أن الفريق يمتلك 3 فرق في فريق واحد، وأن الصف الثالث من الفريق بإمكانه أن يلعب مباراة كؤوس وينال الذهب. ألغى كحيلان فكرة النجوم المؤقتين والأسماء.. وأسس بعداً حياً وواقعياً لمقولة الأمير عبدالرحمن بن سعود بأن النصر بمن حضر، فأصبح الفريق في عهده فريقاً في عدة فرق، فالنجوم متساوون في الإمكانيات والمديرون الفنيون يجدون فريقاً جاهزاً وأسماء لامعة في الملعب، وعلى دكة الاحتياط وحتى في الرديف.. متحدثٌ لبق يحاول دوماً التصريح بواقعية حتى إن طالته العقوبات.. ملتزمٌ بأسلوب فريد وسياسة رياضية صنعتها درجته العلمية وخبرته الرياضية وعشقه الأزلي والأبدي للكيان النصراوي.. فتمكن من تحويل النصر إلى منظومة عمل متكاملة تعمل بفريق العمل الواحد وتؤسس بفكر احترافي عالٍ.. لم يلتفت كثيراً لمن انتقد بقدر ما تحدَّى بأن البطولات قادمة ومتاحة وكان له ذلك.. أصبح النادي بيئة خصبة للاحتراف ومطمعاً لوكلاء لاعبي الأندية وهدفاً لمن يبحث عن التطور الرياضي والنجومية، وبات بيئة جاذبة بفعل التخطيط الذي انتهجه كحيلان في إدارة دفة النادي، الذي أحدث أهم «تحوُّل تاريخي» في مسيرة العالمي.. يؤمن كثيراً بالاستشارات، يرحب بالنقد الهادف، يرتهن دوماً لنتاج العمل.. يقضي جل وقته في النادي رئيساً برتبة عاشق، ومشرفاً بسمات ابن نادٍ، وقيادياً بصفات سياسي، ورياضياً بتفاصيل بطل.. عاش النصر معه البطولات وخلال العام الجاري لا يزال جمهور الشمس منتشياً بالذهب، وعلى يقين ببريق قادم للبطولات والكؤوس يخطب ود الفريق النصراوي الموسم المقبل تحت توقيع «كحيلان» وكتيبته «الناجحة».