لم تكن مسيرة رئيس مجلس إدارة نادي النصر الأمير فيصل بن تركي بن ناصر مفروشة بالورود كما يظن البعض، بل جاءت بعد كفاح وعمل استمر طيلة السنوات الأربع التي ترأس من خلالها مجلس إدارة نادي النصر، بل قبل ذلك ومن خلال وجوده عضوا شرفيا في عهد رئاسة الأمير عبدالرحمن بن سعود -يرحمه الله-. وكان الداعم الخفي الذي ساند وبقوة الإدارة النصراوية، ليستمر العطاء والدعم حتى في رئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن ووصول الفريق إلى كأس العالم للأندية عام 2000، «عكاظ» تقدم سيرة «رمز النصر الجديد» خلال السنوات الماضية عبر التقرير التالي: عند الحديث هذا الموسم عن النصر تتجه الأنظار سريعا نحو باني أمجاده «كحيلان» بعد أن قدم مهر البطولة للفريق الأصفر، وقدم صفقات اللاعبين التي صنعت بدورها فريقا لا يقهر تمرس على حصد النقاط حتى اعتلى صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، ورددت جماهيره العبارة الأشهر حينها «متصدر-لاتكلمني». ولعل ما يميز فيصل بن تركي هو تمرسه في العمل الإداري خلال السنوات الماضية قبل تسلمه زمام الرئاسة ما أكسبه خبرة كبيرة في كيفية إنهاء الصفقات، الأمر الذي جعله يحصد النتائج المميزة خلال موسمه الأخير. أولى الصفقات التي أتمها فيصل بن تركي خلال موسم 2009 وهو العام الأول له بالرئاسة كانت للاعب محمد السهلاوي بعد أن قدم 33 مليونا كأعلى قيمة انتقال حينها ولينضم المهاجم الشاب إلى كتيبة النجوم الصفراء التي من هنا بدأت ملامح النجومية تظهر، أعقب ذلك انتقال نجم الأهلي ونيوشاتل السويسري سابقا حسين عبدالغني الذي أثبت أنه الصفقة الأنجح خلال السنوات الأخيرة ليقدم عطاء مختلفا ويجبر جميع النصراويين على الاتفاق بأنه الأجمل والأكمل. وفي العام الذي يليه جاءت صفقة انتقال لاعب خط وسط الاتفاق عبدالرحمن القحطاني حديث الساحة الرياضية بعد أن كسبه الفريق بصفقة بلغت حوالى 20 مليون ريال ليشكل اللاعب إضافة قوية إلى جانب عدد من الصفقات الأجنبية المميزة، ليبدأ الفريق رحلة البحث عن استعادة أمجادة بعد أن ظهرت جليا رغبة إدارة الفريق في إعادة الفريق لمكانه الطبيعي في منصات الذهب. وامتدادا لحرص الرمز النصراوي الجديد تم الاتفاق مع الظهير الأيمن لفريق القادسية خالد الغامدي على تمثيل الفريق الأمر الذي أعطى الفريق بعدا آخر وقيمة فنية أكبر، إلى جانب استقطابات الفريق الأجنبية التي كان أبرزها جلب البرازيلي ريتشي والجزائري الحاج بوقاش بالإضافة للكولومبي بابلو بينو. موسم 2012 لم يكن عاديا لأنصار الفريق بعد عدة صفقات محلية مميزة أبرمها «كحيلان» لصالح تدعيم الصفوف حيث كسب الفريق خدمات لاعب الشباب والاتحاد سابقا عبده عطيف إلى جانب حسن الراهب المنتقل من الأهلي وعوض خميس وإبراهيم الزبيدي حيث اتسمت الجدية ورغبة الإدارة في إعادة الفريق، بعد أن تمرست في العمل الإداري المميز واستفادت من سلبيات السنوات الماضية، ليأتي منتصف العام بالصفقة الأجمل والأقوى للفريق من خلال انتقال قائد فريق الاتحاد محمد نور بعد أن تخلت عنه إدارة ناديه لأسباب متفرقة، لتكون نقطة تحول كبيرة في تاريخ النصر. وقبل انطلاق الموسم الحالي لم يتمكن الفريق من إقامة معسكره حيث جاءت الاستعدادات متباينة إلا أن النتائج جاءت عكس ذلك بعد أن أبرم الفريق الصفقة الأكثر كفاءة فنية من خلال التوقيع مع تيرمومتر الفريق الاتفاقي يحيى الشهري بصفقة تجاوزت حاجز الخمسين مليونا ليرقص أنصار الفريق طربا على أنغام كحيلان، قبل أن يضم لاعبي الأهلي كامل المر وعبدالرحيم جيزاوي بالإضافة للاعب الفتح ربيع سفياني لتكون الدعامة الأكبر للفريق إلى جانب استمرار الصفقات الماضية وتدعيم الفريق بالبرازيليين إلتون وإيفرتون واستمرار المدافع البحريني محمد حسين. ابن ال50 عاما لم تكن بدايته كما يتوقعها الجميع منذ عام 2009 فكان قبل ذلك داعما نصراويا ونائبا للرئيس في موسم 2008 الأمر الذي منحه خبرة إدارية جميلة أكسبته الكثير من الخبرات مما ساهم في قيادته لفريقه للصدارة، وإذا ما علمنا أن جماهير الفريق تخشى عدم استمرار الرئيس لفترة رئاسية قادمة خاصة أن فترته تنتهي بنهاية الموسم الرياضي الحالي، إلا أن الدلائل تؤكد بأنه دفع مهر بقائه لفترة أخرى. جماهير النصر التي بدأت تتغنى كثيرا برئيسها الذهبي كانت قد أعلنت ارتباطها به بعد أن تكفل بحفل اعتزال الأسطورة النصراوية ماجد عبدالله في حفل أبهر الجميع بعد أن قدم نجوم ريال مدريد الإسباني إلى استاد الملك فهد الدولي في اللقاء الذي شارك به عدد من النجوم السعوديين. ويشغل «كحيلان النصر» منصب رئيس مجلس الإدارة منذ عام 2009 وكان قبل ذلك عضوا داعما، وحاز على درجة البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال من أمريكا وحاز بعدها على درجة الماجستير في تخصص السياسة الدولية من جامعة جون هوبكنز كلية سايز في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعرف عن الأمير شاعريته، كما أنه تقلد العديد من المناصب السابقة فعمل نائبا لرئيس الملحق التعليمي والصحي في سفارة خادم الحرمين الشريفين بالولاياتالمتحدةالأمريكية بالإضافة إلى عمله عضوا في الشؤون السياسية في ذات السفارة، كما عمل مستشارا خاصا للأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز بالإضافة لنائب رئيس الشؤون السياسية في سفارة خادم الحرمين الشريفين بأمريكا.