طرفة تحكي أن أحدهم يدّعي براعة فائقة بصيد الفيلة فسألوه كيف تصيد الفيل فقال: الفيلة ألوان وأنواع، كل نوع له طريقة مناسبة وأسهلها «الفيل البُنّي» الذي نلحق به ونلقي القبض عليه! فسألوه: وإن كان اللون أبيض «مثلاً» كيف تصيده؟ فقال الصياد هنا نواجه مشقة وتعباً حيث نقوم أولاً بوضع كميات من الطين في طريق الفيل ورش ماء غزير عليها ثم يأتي الفيل سائراً فينزلق ثم يقوم فينزلق ثانية ثم يقوم فينزلق ثالثة ثم رابعة فخامسة حتى يتحول لونه إلى «البني» فنصيده كما اصطدنا البني… وهذا بالضبط ما يحدث في كل قطاع تسوده البيروقراطية فتجد (الروتين يتكرر دون حاجة ولا مبرر) هذه المقدمة استفتحت بها طرحي لانتقاد قطاع مهم في بلدي تُمارس فيه تلك الطريقة الفجة وهو «بعض مُديريات وزارة الصحة» وسأحدد (مديرية الشؤون الصحيةبالقصيم) ففيها تتم أي عملية إدارية كما تتم عملية صيد الفيل «الأبيض» فمعلوم أنه للتعاقد بين وزارة الصحة والأطباء للعمل بالمملكة أنظمة وقوانين تحترم شروط المتعاقِد وحقوق المتعاقد معه وإنسانيته من بداية العقد حتى فسخه.. لكن في (مديرية الشؤون الصحية بالقصيم) وهي ممثلة لوزراة الصحة نجد أن موظفيها يمارسون الاستعباد لفئة راقية فكراً وعملاً وهم «الأطباء» الذين ينفذون عقود عمل لها بنود موثقة ودون مخالفات منهم يقع الطبيب تحت عبودية مقيتة تصادر كل حقوق الإنسان المادية والأخلاقية! فقرار النقل من محافظة لأخرى بعد مدد وجيزة من استقرار الطبيب بمحافظة ما يصدر بلا مبرر ودون حاجة عملية لهذا النقل! وحين يحتج الطبيب لأنه محتاج للاستقرار عائلياً. وبعضهم يطالب بإنهاء عقده والعودة لبلده ويرفع خطاباً بطلبه حسب العقد يفاجأ بأن مسؤول إدارة المستشفيات يفرض عليه أن لا يذكر بطلبه أن السبب هو «رفض النقل» بل يطلب منه أن يكذب بقوله إن السبب هو ظروف شخصية فقط! أليست لعقود الوزارة حُرمة تجنبها الحرج وتنأى بها عن الظلم. فمن حق الطبيب فسخ العقد وتحمل تبعات الفسخ وليس من حق مسؤول الوزارة أن يُملي على الطبيب ما هي أسباب رغبته بالعودة لوطنه!!. وأيضاً في ديكتاتورية أخرى هل يعقل أن طبيباً نيجيرياً يعمل في مستشفى البدائع وبعد أن طلب فسخ العقد حسب بنوده الرسمية وصل به تعنت الشؤون الصحية إلى أن يتسوّل في المساجد وشكّل زملاؤه سنداً مادياً له ليصرف على عائلته بعد تأخير سفره لوطنه ووقف الراتب (لاخلاف على هذا) لكن الخلاف هو على الإهمال وعدم تسفيره لمدة 3 أشهر دون راتب! هل تلك الإهانات تليق أن تحدث في المملكة ولفئة الأطباء المحترمين. مع أن الطبيعي أن تُفسخ العقود باحترام ويُكمل مابعدها التسفير بعد الشكر ودون اضطهاد أو احتقار! سؤالي هنا ما هو موقف مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم، وهل هو غافل أم هو راض ومؤيد! وما ردُّ وزير الصحة على تلك التجاوزات اللا مشرفة للوزارة وللبلد؟.