علن في العاصمة الإمارتية أبوظبي مساء أمس الأول عن إطلاق أول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي تحت مسمى «مجلس حكماء المسلمين» يترأسها شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ورئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الشيخ عبدالله بن بيه. وتم الإعلان عن المجلس في اجتماع ضم عددا من كبار علماء الدين في العالم الإسلامي. ويهدف المجلس الذي تقرر أن تكون العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرا له، إلى «توحيد الجهود للم شمل الأمة الإسلامية وإطفاء الحرائق التي تجتاح جسدها وتهدد القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وتشيع شرور الطائفية والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود». وقال المجتمعون في بيان التأسيس «إن جسد الأمة الإسلامية لم يعد يتحمل حالة الاقتتال وحدة الاحتراب بين مكونات المجتمعات المسلمة وعلى حاجة الأمة إلى تدخل عاجل وضروري لحقن دم الإنسان»، مشددين على أن «غاياتهم هي نفسها غايات ومقاصد الشارع التي تتمثل في أن يحفظ على الناس دينهم وأنفسهم ودماءهم وبأن ما يعطيه السلم لا يساويه ما تنتجه الحروب». وأكد العلماء في البيان ضرورة الامتثال إلى نصوص الشرع «الداعية إلى إقرار السلم وتأصيل مفهوم السلم وشن الحرب على الحرب وتثبيت منظومة السلم فقها وقيما ومفاهيم وقواعد وثقافة». ودعوا إلى «تلمس الطريق إلى السلم باقتناع ذاتي من أبناء الأمة الإسلامية ومبادرة جدية ومسؤولة من نخبها وحكمائها وعقلائها للم شتات الأمة وترسيخ قيم التعايش المشترك والسعيد وإعادة ترتيب البيت الإسلامي والتجرد من أية عوامل ذاتية تجعل أعضاء المجلس طرفا في أي صراع سياسي أو ديني أو عرقي». وشددوا على أهمية «تقوية مناعة الأمة خاصة شبابها ضد خطاب العنف والكراهية وتصحيح وتنقيح المفاهيم الشرعية وتنقيتها مما علق بها من شوائب انحرفت بها عن مقاصدها النبيلة واستعادة الوضع الاعتباري لمرجعية العلماء وتأثيرها المشرف في تاريخ الأمة الإسلامية وإحياء الوازع الديني والتربوي في جسد الأمة ومكوناتها وإيقاف لعبة التدمير».