على ضوء العدوان الصهيوني البشع الراهن على غزة، ترى، كيف يمكن تصنيف «إسرائيل»، عدا أنها: كيان عدواني مصطنع غاصب، يمارس الاعتداء على من حوله، من حين لآخر، ويتربص للإيقاع بهم وإيذائهم، وسلب حقوقهم. إن ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات يومية على أبناء الشعب العربي الفلسطيني خاصة الذي تحاول إبادته، بعد أن صادرت بلاده، ونهبت أراضيه وممتلكاته -لهو بحق- «جريمة العصر»…. ولتنفيذ خطة الإبادة هذه، أعدت إسرائيل جيشاً جراراً، مجهزاً بأحدث وأفتك الأسلحة، ليهلك الشعب الفلسطيني الأعزل، ويبيد أجياله. كل أنواع السلاح أعدها الكيان الصهيوني لهذه الغاية الفظيعة. دبابات مدرعة، وطائرات مقاتلة وصواريخ…. تطلق من بوارج بحرية، ومحطات أرضية، ضد شعب لا ذنب له سوى رفض ومقاومة العدوان والاحتلال، والظلم والاعتقال.. شعب محاصر لا يملك إلا بعض الأسلحة التقليدية المتهالكة، والسلاح الأبيض. كما أن هذا الجيش أعد لمواجهة أي رفض عربي للغزو الاستيطاني الصهيوني، وتهديد البلاد العربية، وتنفيذ المخطط التوسعي العدواني للصهاينة. وتلك حقيقة أصبح من الصعب دحضها. ** ويتحرك هذا الجيش، من وقت لآخر، ليقتل ويدمر، ويسفك دماء الأبرياء، ويترك مئات الجرحى والمصابين «وبعضهم لحد الإعاقة»… ويهدم البيوت، ويدمر المنشآت والطرقات، بل ويقتلع الزرع، ويجرف الأرض التي يقتات منها الفلسطينيون.. هدفه الأساس هو: تهجير وإبادة الشعب الفلسطيني خاصة وتدمير كل مقومات حياته… كي يتفرغ لتنفيذ بقية مخططه. فالفلسطينيون هم العائق الأول أمام المخطط الصهيوني الإرهابي. ويقتل -بدم بارد- النساء والأطفال والشيوخ، ويغتال رموز المقاومة الفلسطينية الباسلة، بطائراته وصواريخه، وعلى مرأى ومسمع من العالم، الذي يشارك -بصمته- في هذه الجريمة النكراء. بل إن هناك قوى دولية تحمي هذا الكيان، وتؤيد جرائمه، وتزوده بمعظم الأسلحة التي يعربد بها في المنطقة. ومن المضحكات المبكيات أن يطلع علينا المتحدثون الرسميون باسم الدول الراعية للعدوان الصهيوني، ليقولوا لنا وباستخفاف فج لعقولنا: «إن إسرائيل تدافع عن نفسها…. وترد الاعتداءات عليها»…؟! إن منظر الجيش الصهيوني العدواني «بعناصره القادمة من شتى بقاع البسيطة، لتغتصب ما تبقى من فلسطين، من أهلها الأصليين» على شاشات التلفاز، وهو ينكل «بهمجية وحقد غريبين» بالفلسطينيين، ويقتل منهم من يقتل، يثير أقسى مشاعر الغضب والغبن، لدى المشاهدين العرب والمسلمين، بل ولدى كل الأسوياء من البشر. خاصة عندما يتقصد أبالسة الصهاينة استفزاز المسلمين في مناسباتهم الدينية، كشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى. ويتلازم مع مشاعر الحزن والألم والاستياء، تزايد للكراهية ضد الصهيونية «وأعوانها» وتعميق الرفض لها ولكيانها، وأيضا تصاعد الرغبة الجامحة في الانتقام، متى حانت الفرصة، وسوف تحين…. عاجلا أو آجلا.