فشل البرلمان العراقي مجدداً أمس في انتخاب رئيس له رغم تقدم القوى السنية بمرشحها لهذا المنصب وطلبها التصويت عليه، وأعلن عن اجتماع جديد يوم الثلاثاء المقبل، في جلسة طغت عليها الخلافات وغلبت عليها الفوضى الدستورية. وفيما كان البرلمان يخفق للمرة الثانية في أول استحقاقاته، ويؤخر بذلك عملية إطلاق مسار تشكيل حكومة جديدة، تقدم المسلحون المتطرفون الذين يسيطرون على مناطق واسعة من العراق منذ أكثر من شهر خطوة إضافية في زحفهم نحو بغداد من جهة الشمال. وقال النائب مهدي الحافظ الذي ترأس جلستي البرلمان الأولى والثانية لكونه أكبر الأعضاء سناً، بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي، «أدعو إلى التشاور قبل أن يُتخذ قرار، فليس من الصحيح أن نصوت اليوم ونحن مختلفون، لا تستهينوا بهذه المسألة». ثم رفع الجلسة بعدما قال «طالما هناك رغبة في التأجيل، فلنؤجل. الاقتراح أمامكم، تؤجل لمدة يومين، يوم الثلاثاء الاجتماع هنا». ورفعت الجلسة رغم رفض «تحالف القوى العراقية» الذي يضم القوى السنية الرئيسة هذا التأجيل بعدما أعلن عن تسمية النائب عن محافظة ديالى سليم الجبوري لرئاسة البرلمان، مطالباً بالمضي في التصويت، ورافضاً ربط هذه المسألة بالتوافق السياسي. وفيما تزداد الأزمة السياسية عمقاً، يواصل مسلحو تنظيم «داعش» والتنظيمات الأخرى التي تقاتل إلى جانبه زحفهم نحو بغداد، حيث سيطروا اليوم على جزء كبير من ناحية الضلوعية الواقعة على بعد نحو 90 كلم شمال العاصمة، في هجوم قُتل فيه 6 من الشرطة، وفقاً لمصادر محلية وأمنية. ويسيطر مسلحو هذه التنظيمات على عدة مدن في الأنبار وعلى مناطق واسعة من محافظات نينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى إثر الهجوم الكاسح الذي شنوه قبل أكثر من شهر. ونشر على الإنترنت مساء السبت تسجيل صوتي منسوب إلى الرجل الثاني في نظام صدام حسين عزة الدوري، حيا فيه تنظيمات متطرفة على رأسها «الدولة الإسلامية» و»القاعدة»، داعياً إلى تجاوز الخلافات، ومعلناً أن «تحرير بغداد الحبيبة بات قاب قوسين أو أدنى».