يستقطب جامع الجبري في الأحساء خلال ليالي شهر رمضان عديداً من سكان حي الكوت، حيث يحرص عديد من أبناء الحي أو الذين انتقلوا إلى بعض الأحياء الحديثة على أداء صلاة التراويح في المسجد والذي يعد ملتقىً دائماً لهم يجتمعون فيه بشكل يومي خلال ليالي الشهر الكريم، فيما تعد ليلية السابع والعشرين من الشهر المبارك تظاهرة دينية واجتماعية لسكان الحي، حيث يحرص كثير منهم على حضور ختم كتاب الله في الجامع. كما يُعد الجامع ملتقىً أسبوعياً لأبناء الحي والأحياء المجاورة من مدينة الهفوف من خلال اجتماعهم لأداء صلاة العيدين والجمعة، حيث ساهم في زيادة أواصر المحبة والألفة والتقارب بينهم. ويُعد الجامع الذي بناه سيف بن زامل بن حسين الجبري في عهد الدولة الجبرية عام 880 هجرية من الطين والحجر الجيري من المعالم السياحية والأثرية في المنطقة، فالجامع لا يزال يحتفظ بطابعه القديم من خلال القبب التي تغطي سقف الجامع والأروقة التي تحيط بفنائه، كما أنه ذو هيئة هندسية جميلة روحانيّة فهو مربّع الشكل، يُشكّل فناءه الخارجي نصف المساحة تقريباً أمَّا النصف الآخر فهو الجزء المخصص للصلاة وهو مسقوف تتخلّله عدّة أروقة تنتهي أعمدتها بمحاريب مقوّسة، كما توجد في الجامع ست قباب في الجهة اليمنى من الرواق الأول يوجد في إحداها أربع فتحات صغيرة كان يستدل بها على دخول وقت صلاة الظهر والعصر. فيما توجد فيه مئذنة واحدة في الركن الجنوبي الشرقي، يبلغ طولها حتى سطح الجامع حوالي 11 متراً، وقد أوقفَ الجبريون على الجامع عدداً من مزارع النخيل للصرف عليه وصيانته. ويستوعب الجامع الذي تبلغ مساحته 1225 متراً مربعاً أكثر من 2000 مصلٍ، وقد شهد خلال الفترة من عام 957 هجرية فترة حكم العثمانيين للأحساء إلى العام 1430هجرية عدة أعمال ترميم وصيانة لبناء بعض الأجزاء التي تهدمت منه والحفاظ على طابعه الذي تم بناؤه عليه، حيث شهد إضافة بعض المساحات وتغطية فنائه الخارجي وتكييفه، فيما تم كساء الجدران الطينية بالجبس، وتوجد في مقدمة الجامع أعلى المحراب لوحة قديمة كتب عليها آية الكرسي وتاريخ بناء الجامع. وقد تولى إمامة الجامع والخطابة فيه عدد من المشايخ والعلماء يتجاوز عددهم 40 شخصاً معظمهم من أسرة الجعفري بدءاً من الشيخ نصرالله بن عبدالله الجعفري، وأبنه الشيخ محمد بن نصر الله الجعفري، حتى تولاه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف الخطيب الجعفري، وابنه الشيخ أحمد بن عبدالله الخطيب الجعفري، ومن بعده الشيخ عبدالحكيم بن أحمد الخطيب الجعفري، فيما يتولى إمامته حاليا والخطابة فيه الدكتور عصام بن عبدالعزيز الخطيب الجعفري الذي يؤم المصلين في صلاة التراويح على مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي «رحمه الله».