تنتشر المذاهب الأربعة «الحنبلي»، «الشافعي»، «المالكي»، «الحنفي» بين أهالي الأحساء، حيث اجتذبت طبيعة المنطقة الزراعية كثيراً من العلماء من مختلف الأقطار الإسلامية، فاستقر معظمهم فيها، ويحرص عدد من أبناء المنطقة على التنقل بين المساجد حتى ينهلوا من العلوم الدينية لمشايخها الذين تختلف مذاهبهم، فضلا عن رغبتهم في التنويع عند أداء صلاة التراويح فيما يفضل البعض الالتزام بإمام المسجد الذي يؤدي صلاة التراويح على مذهبه. وتختلف صلاة التراويح من مسجد إلى آخر وذلك حسب المذهب الذي يسير عليه إمام المسجد، فأتباع الإمام أبي حنيفة يؤدون صلاة التراويح عشرين ركعة تتبعها ثلاث ركعات للوتر، ويشترط المذهب الحنفي أن يكون الإمام حافظا للقرآن، بحيث لا يقرأ من المصحف فالتلاوة من المصحف أثناء الصلاة تبطل الصلاة لذا تجد الإمام الذي لايحفظ القرآن يتلو من قصار الصور خلال صلاة التراويح، أما أتباع الإمام مالك والإمام الشافعي فيؤدون صلاة التراويح عشرين ركعة تتلوها ثلاث للوتر مع الحرص على ختم القرآن خلال الصلاة، فيما يصلي أتباع الإمام أحمد بن حنبل ثماني أو عشر ركعات، وثلاثاً للوتر بحيث يختم الإمام القرآن خلال صلاتي التراويح والقيام عند استطاعته. وتعد بعض المساجد ملتقى للعديد من سكان الأحياء القديمة، لذا يحرص البعض على أداء صلاة التراويح في تلك الأحياء مثل حي الكوت، النعاثل، الرفعة، حيث يحرص العديد من السكان على أداء صلاتي العيدين وصلاة الجمعة في المساجد القديمة في تلك الأحياء مثل مسجد الجبري في الكوت الذي تم بناؤه قبل 890 عاما، على يد سيف الجبري أثناء حكم الدولة الجبرية للأحساء، مسجد الدبس والذي بني سنة 962 هجرية، كما أن الأيام الخمسة الأخيرة في شهر رمضان تعد تظاهرة دينية واجتماعية في حي «الكوت»، حيث تشهد توافد سكان الحي على مساجده لأداء صلاة التراويح وحضور ختم القرآن، وتبدأ مساجد الحي في ختم كتاب الله بدءاً من ليلة الخامس والعشرين من رمضان، ففي كل ليلة يتم الختم في أحد المساجد ابتداءً بمسجد الدبس، والجبري، ومسجد بو شبيب، ومسجد أبي بكر. مسجد الجبري الذي بني قبل 890 عاما ويعتبر ملتقى رئيساً لسكان حي الكوت