يسعى الائتلاف السوري المعارض الملتئم في إسطنبول أمس إلى التوصل إلى صيغة توافقية لانتخاب رئيس جديد خلفا لأحمد الجربا الذي شارفت ولايته على الانتهاء، وسط انقسامات حادة في صفوفه وتدخلات خارجية تعقد المهمة، بحسب ما ذكر أحد أعضاء الائتلاف. وقال القيادي في الائتلاف ورئيس الأمانة العامة ل «إعلان دمشق» سمير نشار إن «التداول قائم بين أعضاء الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية حول اختيار هيئة رئاسية جديدة، وهناك مسعى للتوصل إلى صيغة توافقية». وأشار إلى أن هناك ضغوطاً خارجية كبيرة في محاولة لإنضاج التسوية القائمة بالنسبة إليه على «المحاصصة»، مقابل اعتراضات واسعة داخل الائتلاف على محاولة مصادرة القرار السوري، بحسب قوله. واستبعد نشار إنجاز الانتخابات يوم أمس، وهو الموعد الذي كان حدده الائتلاف، وذلك بسبب التجاذبات العديدة داخل الهيئة السياسية الأبرز في المعارضة السورية. وأوضح أن «صيغة التوافق التي برزت قبل أيام تقوم على انتخاب عضوي الائتلاف هادي البحرة رئيساً، وخالد خوجة أميناً عاماً، وهما المنصبان الأساسيان في الهيئة السياسية». وقال نشار إن هذا التوافق هو عبارة عن «صفقة محاصصة»، وأدى إلى ردة فعل رافضة لتهميش الدور السوري، وإلى طرح أسماء مرشحين آخرين بعيدين نسبياً عن التجاذبات الإقليمية مثل سالم المسلط وموفق نيربية ونصر الحريري». إلا أن هذه الأسماء لا تحظى بالدعم الكافي داخل الائتلاف الذي يمكن أن يسهل لأحد أصحابها الوصول إلى الرئاسة. وأوضح نشار أن التفاهم بين كتلتي الجربا والصباغ تم على حساب حركة الإخوان المسلمين التي فك الجربا تحالفه معها. وأشار إلى «وجود مؤشرات سياسية على ضغط أمريكي واضح» للتوصل إلى توافق على رئيس جديد، مضيفا أن «اتفاق المحاصصة قد ينجح بتأمين الأصوات المطلوبة للنجاح، لكن سيبقى الجدل قائما حول النظرة إلى هاتين الشخصيتين»؛ لأن الاتفاق «لا يقنع أكثرية السوريين وليس فقط الائتلاف».