لا يمكن فصل ما يجري من تصعيد إسرائيلي في فلسطينالمحتلة سواء في غزة أو الضفة الغربية عن حدثين مُهمَّين الأول فلسطيني والآخر إقليمي، فإسرائيل لم تخفِ معارضتها الوفاق الذي جرى بين حركتي فتح وحماس، بل اعتبرته موجهاً ضدها وضد عملية السلام التي تزعم أنها تريدها، أما الحدث الثاني فهو ظهور تنظيم «داعش» في سورياوالعراق وسيطرته على مساحات واسعة وإعلان دولته، في حين لم يحرك المجتمع الدولي ولا مجلس الأمن ساكناً تجاه ما يسمى إعلان دولة «داعش» التي أسسها تنظيم مصنف دولياً كتنظيم إرهابي. إسرائيل التي استخدمت عملية اختطاف وقتل الشبان الإسرائيليين كذريعة للهجوم على الفلسطينيين في الضفة وغزة، تسعى إلى إضعاف السلطتين في كلا المنطقتين ما يمهِّد لتمدد القوى المتطرفة التي تنشط في أماكن الصراع وتستغل ضعف القوى التقليدية والفراغ الأمني الذي تحدثه الصراعات، كما حدث في العراقوسوريا، حيث سمح نظاما بغداد ودمشق لتنظيم «داعش» بالتمدد والسيطرة نتيجة إضعاف وحصار القوى الثورية في سوريا واستهداف المجتمع المحلي المعارض للمالكي بكل أشكال القمع والإرهاب المنظم. بات واضحاً أن تنظيم «داعش» يحمل أجندة القضاء على قضايا الشعوب العادلة ويدمر المجتمعات المحلية خدمة لمصالح قوى إقليمية، واستطاع النجاح في سورياوالعراق ومن غير المستبعد أن يبدأ نشاطه في فلسطين في حال استمرت إسرائيل في إضعافها السلطة وحركة حماس. وفي حال ظهور «داعش» في فلسطين، حيث تشير بعض التقارير بأنه بدأ يحرك خلاياه النائمة لإيجاد مواطئ قدم جديدة له في هذه المنطقة فيما لو استمرت إسرائيل في عملياتها العسكرية، فإن القضية الفلسطينية ستكون في أسوأ مراحلها وستصبح معرضة للخطر.