اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس، إسرائيل بشن حرب حقيقية على الشعب الفلسطيني بغرض تدمير عملية السلام. وقال عريقات، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن الحكومة الإسرائيلية "تسير في خطة لتدمير جهود العملية السلمية والتهدئة في غزة لتكريس الاحتلال وضرب السلطة الفلسطينية". وأكد أن القيادة الفلسطينية ماضية في التوجه إلى المؤسسات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية ل"العمل على لجم اعتداءات المستوطنين والجنود الإرهابية". في الوقت ذاته طالب عريقات بتدخل دولي فوري لمنع تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتوفير حماية للشعب الفلسطيني تكفل وقف التصعيد العسكري الإسرائيلي. وقتل تسعة نشطاء فلسطينيين الليلة الماضية في سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي يشهد توترا متصاعدا منذ ثلاثة أسابيع. وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" صباح اليوم، أن ناشطا ينتمي لها يدعى إبراهيم عابدين قتل في غارة إسرائيلية على موقع تدريب يتبع لها في رفح أقصى جنوب قطاع غزة. وذكرت الكتائب في وقت سابق الليلة الماضية أن ستة من عناصرها قضوا داخل نفق ل "المقاومة" تعرض لقصف إسرائيلي في مدينة رفح جنوب القطاع. وتوعدت الكتائب بأن "دماء الشهداء الطاهرة لن تضيع هدراً، ولن تمر جرائم الاحتلال الإسرائيلي دون حساب". وارتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين في غارات إسرائيلية إلى 12 منذ بدء التوتر الحاصل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منتصف الشهر الماضي. وأعلن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو أغار على 14 هدفاً "إرهابيا" في قطاع غزة الليلة الماضية بما في ذلك منصات أرضية لإطلاق القذائف الصاروخية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن جنديا أصيب بجروح طفيفة من جراء إصابته بشظايا قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة صباح اليوم وسقطتا في النقب الغربي جنوب إسرائيل. وذكرت الإذاعة أنه تم منذ ساعات صباح أمس إطلاق 25 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون فيما اعترضت منظومة القبة الحديدية الدفاعية صاروخاً من نوع جراد أطلق على مدينة بئر السبع. من جهة أخرى، قالت اللجنة الفلسطينية لإدخال البضائع إلى قطاع غزة إن السلطات الإسرائيلية قلصت لليوم الثاني على التوالي كمية البضائع التي تسمح بتوريدها إلى القطاع. وذكرت اللجنة أن تلك السلطات سمحت بإدخال 150 شاحنة من أصل 400 يتم توريدها يوميا إضافة إلى ضخ كميات من السولار الصناعي الخاص بمحطة توليد الكهرباء وكميات من البنزين وسولار المواصلات وغاز الطهي. ويتم إدخال السلع والبضائع عبر معبر كرم أبو سالم الذي اعتمدته إسرائيل معبرا تجاريا وحيدا مع قطاع غزة منذ مطلع عام 2002.