ستتواجه البرازيل المضيفة مع ألمانيا اليوم الثلاثاء في بيلو هوريزونتي للمرة الثانية في تاريخ نهائيات كأس العالم بهدف حجز مقعد في نهائي الأحد المقبل على ملعب «ماراكانا» الأسطوري في ريو دي جانيرو. وتقوم «وكالة فرانس» بإلقاء نظرة على «المعارك» المتوقعة في هذه المواجهة بين منتخبين توجا معا بثمانية ألقاب حتى الآن (4 للبرازيل و3 لألمانيا). في ظل غياب نجم برشلونة الإسباني نيمار عن المنتخب البرازيلي بسبب كسر في إحدى فقرات ظهره، ستكون أمام «سيليساو» معلقة على هولك ليحمل العبء الهجومي أمام «ناسيونال مانشافات». فشل مهاجم زينيت سان بطرسبورج الروسي في إيجاد طريقه إلى الشباك حتى الآن، وهو أخفق في ترجمة ركلته الترجيحية في المباراة التي فازت بها بلاده على تشيلي بركلات الترجيح في الدور الثاني، لكنه قدم أداء جيدا في لقاء ربع النهائي ضد كولومبيا لكنه اصطدم بتألق الحارس دافيد اوسبينا. وفي المقابل، شغل بينيديكت هويديس مركز الظهير الأيسر خلال هذه البطولة رغم أنه يلعب عاديا في مركز قلب الدفاع مع فريقه شالكه. ويأمل المنتخب الألماني أن يتمكن هويديس بقوته البدنية من التعامل مع هولك لكنه قد يعاني أمام المهاجم البرازيلي من ناحية السرعة التي سيستغلها الأخير لكي يتوغل في المنطقة الألماني على أمل أن يتمكن من إحدى تسديداته اليسراوية في الوصول إلى شباك المتألق مانويل نوير. سيتواجه لويز جوستافو الذي يدافع حاليا عن ألوان فولفسبورج، مع زميله السابق في بارين ميونيخ توني كروس. ويجسد هذان اللاعبان التناقض في أسلوب اللعب البرازيلي والألماني، فالأول يرتكز على قوته البدنية، وهي من خصائص الألمان أكثر من البرازيليين، والثاني على قدرته في الاحتفاظ بالكرة، وهي من الخصائص البرازيلية! غاب جوستافو عن المباراة الأخيرة لبلاده ضد كولومبيا بسبب الإيقاف، لكن عودته إلى التشكيلة الأساسية للمدرب لويز فيليبي سكولاري وسيحاول الوقوف في وجه زميله السابق بنفس الطريقة التي تعامل بها زميلاه باولينيو وفرناندينيو مع نجم كولومبيا خاميس رودريجيز. ومع عودة القائد فيليب لام إلى مركزه الطبيعي كظهير أيمن في المباراة التي فاز بها الألمان على فرنسا 1-0 في الدور ربع النهائي، أصبح كروس نقطة الارتكاز في خط الوسط الألماني وصلة الوصل بين الدفاع والهجوم بمؤازرة مسعود اوزيل وباستيان شفاينشتايجر. في ظل غياب نيمار وإيقاف القائد المدافع تياجو سيلفا، أصبح دافيد لويز مركز الثقل في المنتخب البرازيلي وأفضل لاعبيه على الإطلاق، وهو ثاني هدافيه بعد نيمار بتسجيله هدفا ضد تشيلي وآخر ضد كولومبيا. وقد أظهر قلب الدفاع المنتقل مؤخرا من تشلسي الإنجليزي إلى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 85 مليون يورو، التزاما وانضباطا في المباريات التي خاضها حتى الآن، وذلك خلافا للطباع الذي ظهر عليه خلال مشواره في الدور الإنجليزي الممتاز. وسيكون في انتظار لويز خلال مباراة اليوم أصعب اختبار له حتى الآن، لأنه سيحاول إيقاف توماس مولر الذي يجد نفسه تماما في نهائيات كأس العالم بعد أن سجل تسعة أهداف في 11 مباراة فقط. وسيحاول مولر تعويض ما فاته عام 2010 في جنوب إفريقيا حين غاب عن الدور نصف النهائي بسبب الإيقاف ما ساهم بخروج بلاده أمام إسبانيا التي توجت لاحقا باللقب، وهو يملك تجربة ناجحة ضد لويز إذ تفوق على المدافع البرازيلي ومنح التقدم لبايرن ميونيخ في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012 قبل أن يدرك العاجي ديدييه دروغبا التعادل لتشلسي في الوقت القاتل ليجر الفريقان إلى التمديد ثم ركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق اللندني. لن يصطدم مولر بدافيد لويز وحسب في موقعة بيلو هوريزونتي، بل من المرجح أن يواجه زميله دانتي الذي سيسد فراغ تياجو سيلفا في قلب الدفاع. وسيخوض دانتي مباراته الأولى في كأس العالم تحت ضغط كبير ليس لأنه سيخلف القائد سيلفا وحسب، بل إنه سيواجه لاعبا خطيرا جدا مثل مولر (53 مباراة دولية مع 24 هدفا) الذي يسعى إلى تعزيز رصيده في النسخة الحالية بعد أن وجد طريقه إلى الشباك في أربع مناسبات، بينها ثلاثية ضد «برازيليي أوروبا» أي المنتخب البرتغالي (4-0). فيليب لام ضد مارسيلو، هويديس ضد مايكون. ستكون معركة الأطراف حاسمة في تحديد هوية المتأهل إلى نهائي «ماراكانا». ولطالما خلفت البرازيل خلفها مساحات شاسعة بسبب توغل ظهيريها نحو الأمام، وهذا الأمر قد يسمح للام وهويديس بالانطلاق أيضا نحو الأمام لكن قد يرتد الخطر على فريقهما أيضا في هذه الناحية لأن مايكون ومارسيلو قد يستفيدان من هذا الامر. ويبقى أن نعرف إذا كان سكولاري سيبقي على مايكون في التشكيلة الأساسية بعد أن فضله ضد كولومبيا على داني الفيش. أما في الناحية الألمانية، فالسؤال الذي يطرح نفسه أين سيلعب لام، في الوسط أو في مركزه الطبيعي كظهير أيمن؟