تلقت آمال البرازيل بإحراز لقبها السادس ضربة قاسية الجمعة بعد إصابة نجمها المطلق نيمار بكسر في الفقرة الثالثة من عموده الفقري خلال مباراة ربع النهائي أمام كولومبيا (1-2). ولن يتمكن نيمار (22 عاما) من مواصلة المشوار مع بلاده بعد الإصابة التي تعرض لها قبل دقيقتين على نهاية المباراة، ما سيعقد مهمة مدربه لويز فيليبي سكولاري الذي وجد نفسه أمام معضلة قبل موقعة اليوم أمام ألمانيا في نصف النهائي. وأمام سكولاري جملة من الخيارات لسد فراغ غياب نيمار، من بينها ويليان جناح تشلسي الإنجليزي الذي يعد من الوجوه الجديدة القليلة في التشكيلة، مقارنة مع تلك التي خاضت كأس القارات الصيف الماضي وتوجت بها على حساب إسبانيا بطلة العالم وأوروبا. خاض ويليان موسما أول مميزا مع تشلسي في الدوري الممتاز بفضل قدرته على شغل أكثر من مركز إن كان الجناحين الأيمن أو الأيسر أو حتى في الوسط، ما يمنح سكولاري التنوع، لكن المشكلة التي يواجهها المدرب البرازيلي مع هذا اللاعب تتمثل بقدرته على التعامل مع الضغط الذي كان يثقل كاهل نيمار، خصوصا أنه فشل في ترجمة ركلته الترجيحية ضد تشيلي في الدور الثاني. ويبدو برنارد لاعب شاختار دانييتسك الأوكراني الذي حل بدلا من ويليان بعد رحيل الأخير إلى تشلسي ثاني الخيارات، حيث يعاني من مشكلة قصر القامة (1.63 م) وافتقاد الخبرة اللازمة (21 عاما)، لكنه يملك السرعة والقدرة على التلاعب بالمدافعين، وهذا ما تحتاجه البرازيل في ظل غياب نيمار، لكن مشاركته في البطولة انحصرت حتى الآن بدخوله بديلا في مباراتين، ومن المرجح أن يكتفي بلعب هذا الدور عندما يكون فريقه بحاجة إلى لاعب قادر على الركض. أما ثالث الخيارات فهو لويز جوستافو، حيث إن خسارة نيمار ربما تدفع سكولاري إلى إعادة حساباته التكتيكية، وفي ظل العودة المؤكدة للويز جوستافو إلى التشكيلة بعد أن غاب عن لقاء كولومبيا بسبب الإيقاف. وقد يلجأ المدرب إلى الزج بلاعب وسط فولفسبورج الألماني إلى جانب فرناندينيو وباولينيو ليشغل هذا الثلاثي وسط الملعب من أجل إغلاق المساحات على الألمان. ويبدو راميريش رابع الخيارات التي قد يلجأ لها سكولاري من أجل تعطيل الماكينة الألمانية، عبر إشراكه وهو لاعب الوسط المحوري لأن بإمكان لاعب تشلسي أن يعطي حيوية إضافية للمنتخب، وقد يتولى مهمة الجناح من أجل تعطيل انطلاقات قائد "ناسيونال مانشافات" فيليب لام. هذا الدور ليس غريبا على لاعب الوسط البالغ من العمر 27 عاما إذ شغله خلال المشاركات الأخيرة لفريقه اللندني في دوري أبطال أوروبا، خصوصا ضد برشلونة الإسباني في إياب نصف نهائي موسم 2011-2012 حين كان فريقه متأخرا صفر-2 (انتهت المباراة 2-2 وتأهل فريقه إلى النهائي لفوزه ذهابا 1-صفر، وتوج باللقب للمرة الأولى بفوزه على لام ورفاقه في بايرن ميونيخ بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1). وربما يلجأ سكولاري أيضاً إلى قلب دفاع إضافي، خصوصا أنه سيفتقد إضافة إلى نيمار القائد وقلب الدفاع تياجو سيلفا بسبب الإيقاف. وسبق لسكولاري أن ألمح إلى إمكانية اللعب بثلاثة مدافعين وخمسة في خط الوسط ومهاجمين، وقد يقوم بهذا الأمر من أجل تأمين الاستقرار في وسط الدفاع على أن يسمح ذلك للظهير الأيسر مارسيلو للتوغل هجوميا. وما إن انتهت المباراة أمام كولومبيا حتى تحدث سكولاري وقلب الدفاع الآخر دافيد لويز عن إمكانيات دانتي وهنريكه من أجل سد أي فراغ، ما يعزز إمكانية اللجوء إلى قلبي دفاع بايرن ميونيخ (كونه يعرف الكرة الألمانية جيدا) ونابولي الايطالي، علما أن بإمكان الأخير أن يلعب في خط الوسط أيضا.