في ظل غياب نيمار عن المنتخب البرازيلي بسبب كسر في احدى فقرات ظهره، ستكون امال «سيليساو» معلقة على هولك ليحمل العبء الهجومي امام «ناسيونال مانشافات». فشل مهاجم زينيت سان بطرسبورغ الروسي في ايجاد طريقه الى الشباك حتى الان، وهو اخفق في ترجمة ركلته الترجيحية في المباراة التي فازت بها بلاده على تشيلي بركلات الترجيح في الدور الثاني، لكنه قدم اداء جيدا في لقاء ربع النهائي ضد كولومبيا لكنه اصطدم بتألق الحارس دافيد اوسبينا. وسيقابله في الجانب الألماني بينيديكت هويديس الذي شغل مركز الظهير الايسر خلال هذه البطولة رغم انه يلعب عادة في مركز قلب الدفاع مع فريقه شالكه. ويأمل المنتخب الالماني ان يتمكن هويديس بقوته البدنية من التعامل مع هولك لكنه قد يعاني امام المهاجم البرازيلي من ناحية السرعة التي سيستغلها الاخير لكي يتوغل في المنطقة الالمانية على امل ان يتمكن من احدى تسديداته اليسارية في الوصول الى شباك المتألق مانويل نوير. غوستافو - كروس سيتواجه لويز غوستافو الذي يدافع حاليا عن الوان فولفسبورغ، مع زميله السابق في بارين ميونيخ توني كروس. ويجسد هذان اللاعبان التناقض في اسلوب اللعب البرازيلي والالماني، فالاول يرتكز على قوته البدنية، وهي من خصائص الالمان اكثر من البرازيليين، والثاني على قدرته في الاحتفاظ بالكرة، وهي من الخصائص البرازيلية! غاب غوستافو عن المباراة الاخيرة لبلاده ضد كولومبيا بسبب الايقاف، لكن عودته الى التشكيلة الاساسية للمدرب لويز فيليبي سكولاري وسيحاول الوقوف في وجه زميله السابق بنفس الطريقة التي تعامل بها زميلاه باولينيو وفرناندينيو مع نجم كولومبيا خاميس رودريغيز. ومع عودة القائد فيليب لام الى مركزه الطبيعي كظهير ايمن في المباراة التي فاز بها الالمان على فرنسا 1-صفر في الدور ربع النهائي، اصبح كروس نقطة الارتكاز في خط الوسط الالماني وصلة الوصل بين الدفاع والهجوم بمؤازرة مسعود اوزيل وباستيان شفاينشتايغر. لويز - مولر في ظل غياب نيمار وايقاف القائد المدافع تياغو سيلفا، اصبح دافيد لويز مركز الثقل في المنتخب البرازيلي وافضل لاعبيه على الاطلاق، وهو ثاني هدافيه بعد نيمار بتسجيله هدفا ضد تشيلي واخر ضد كولومبيا. وقد اظهر قلب الدفاع المنتقل مؤخرا من تشلسي الانكليزي الى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 85 مليون يورو، التزاما وانضباطا في المباريات التي خاضها حتى الان، وذلك خلافا للطباع الذي ظهر عليه خلال مشواره في الدور الانكليزي الممتاز. وسيكون في انتظار لويز اصعب اختبار له حتى الان، لانه سيحاول ايقاف توماس مولر الذي يجد نفسه تماما في نهائيات كأس العالم بعد ان سجل تسع اهداف في 11 مباراة فقط. وسيحاول مولر تعويض ما فاته عام 2010 في جنوب افريقيا حين غاب عن الدور نصف النهائي بسبب الايقاف ما ساهم بخروج بلاده امام اسبانيا التي توجت لاحقا باللقب، وهو يملك تجربة ناجحة ضد لويز اذ تفوق على المدافع البرازيلي ومنح التقدم لبايرن ميونيخ في نهائي دوري ابطال اوروبا عام 2012 قبل ان يدرك العاجي ديدييه دروغبا التعادل لتشلسي في الوقت القاتل ليجر الفريقان الى التمديد ثم ركلات الترجيح التي ابتسمت للفريق اللندني. ولن يصطدم مولر بدافيد لويز وحسب في موقعة بيلو هوريزونتي، بل من المرجح ان يواجه زميله دانتي الذي سيسد فراغ تياغو سيلفا في قلب الدفاع. وسيخوض دانتي مباراته الاولى في كأس العالم تحت ضغط كبير ليس لانه سيخلف القائد سيلفا وحسب، بل انه سيواجه لاعبا خطيرا جدا مثل مولر (53 مباراة دولية مع 24 هدفا) الذي يسعى الى تعزيز رصيده في النسخة الحالية بعد ان وجد طريقه الى الشباك في اربع مناسبات، بينها ثلاثية ضد «برازيليي اوروبا» اي المنتخب البرتغالي (4-صفر). صراع الأجنحة فيليب لام ضد مارسيلو، هويديس ضد مايكون. ستكون معركة الاطراف حاسمة في تحديد هوية المتأهل الى نهائي «ماراكانا». ولطالما خلفت البرازيل خلفها مساحات شاسعة بسبب توغل ظهيريها نحو الامام، وهذا الامر قد يسمح للام وهويديس بالانطلاق ايضا نحو الامام لكن قد يرتد الخطر على فريقهما ايضا في هذه الناحية لان مايكون ومارسيلو قد يستفيدان من هذا الامر. ويبقى ان نعرف اذا كان سكولاري سيبقي على مايكون في التشكيلة الاساسية بعد ان فضله ضد كولومبيا على داني الفيش. اما في الناحية الالمانية، فالسؤال الذي يطرح نفسه اين سيلعب لام، في الوسط او في مركزه الطبيعي كظهير ايمن؟