ترك رئيس الجمهورية الكورية لي ميونج باك الباب مفتوحا لنمو التبادل التجاري بين المملكة وكوريا، وعبر عن استعداد بلاده لتوسيع مجالات التعاون بين البلدين. وتمنى لي خلال ملتقى الأعمال السعودي الكوري أمس في الرياض أن يتم حل الإشكالات السياسية في جميع أنحاء العالم بأسرع وقت لاستقرار أسعار النفط، والتقليل من السلبيات الاقتصادية، مشيدا بدور المملكة التي قال إنها تقوم بدور كبيرومهم لحل هذه القضايا عن طريق الحوار. وبين أن كوريا حققت نموا كبيرا بالتعاون مع المملكة من خلال مشاركة العمال الكوريين في تنفيذ المشروعات المختلفة، ولهذا تشعر كوريا الجنوبية بالتقدير للمملكة على إتاحة الفرصة، مؤكدا أهمية إيجاد فرص تعاون بين رجال الأعمال في البلدين.ودعا في ختام كلمته الوزراء والاقتصاديين في المملكة ورجال الأعمال السعوديين لزيارة كوريا للتعرف عن قرب على التطور الاقتصادي الكوري.بدوره، أكد وزير التجارة والصناعة توفيق الربيعة أن المملكة هي أكبر مورد للنفط إلى كوريا، كما أنها من أكبر الشركاء التجاريين لها، وقد قامت المملكة بالتعاقد مع كبريات الشركات الكورية لتشييد عدد من الصروح والمعالم الحضارية في المملكة منها، مطار الملك خالد الدولي، ومقرات وزارات الداخلية، والخارجية، والدفاع وغير ذلك من المشروعات الحيوية والمهمة، مبينا أن ما حظيت به الشركات الكورية من عقود ومشروعات في المملكة في العام المنصرم 2011، بلغت قيمتها 15 مليار دولار أمريكي.ولفت وزير التجارة والصناعة إلى أن المملكة تتطلع للعمل مع كوريا الجنوبية وإلى تعاون أوثق وعلاقات اقتصادية وتجارية أكبر، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين البلدين يشكل محوراً رئيسياً لابد لنا من العمل على تطويره وتعزيزه كماً ونوعاً، مبينا أنه على الرغم من أن حجمه في ازدياد مستمر حيث بلغت قيمته في عام 2010م أكثر من (110) مليار ريال، إلا أنه لابد لنا من العمل على رفع هذا المستوى تحقيقاً لمزيد من النجاحات، بما يتناسب مع الإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة في البلدين، واستخدام كافة السبل والوسائل التي تساعد على ذلك ومنها توالي الاتصالات والاجتماعات بين رجال الأعمال في إطار مجلس الأعمال وخارجه، وإقامة المعارض التجارية، للتعريف بالإمكانات التصديرية والقدرات الإنتاجية.وعبر الربيعة عن أمله أن يجري العمل على إطلاق مبادرات بناءة للاستفادة من الفرص المتاحة والحوافز المتوفرة في البلدين لتنفيذ المشروعات الإنتاجية والخدمية والاقتصادية الشاملة مؤازرة للجهود الرسمية لخدمة المصالح المشتركة للبلدين.وأبان الدكتور الربيعة أن السعودية تعتبر من بين الدول التي تميزت في جذب الاستثمارات والمشروعات المشتركة، حيث أصبحت إحدى الواجهات الاستثمارية الرئيسة، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط ولكن أيضا على مستوى دول العالم. كما تم تصنيفها في المرتبة الثامنة عشرة من بين الدول الجاذبة للاستثمار، وقال إن المملكة يميزها موقعها الاستراتيجي في قلب منطقة الشرق الأوسط.ولفت الدكتور الربيعة أنه من بين المجالات التي تأمل السعودية التركيز عليها في التعاون مع كوريا التعاون في تكنولوجيا البحث المتقدم، وقال إنه من المجالات المفيدة.ويمكن أن يتم من خلال جذب الموارد البشرية المتخصصة للاستفادة مما لديها من خبرات فنية وتدريبية في كوريا. وبين إن هناك فرصة كبيرة للتزاوج بين الخبرة والتقنية الكورية وبين الموارد ورأس المال السعودي لإقامة استثمارات عملاقة ناجحة في قطاعات اقتصادية كثيرة، كما تم الاتفاق على برنامج مشترك بين البلدين في مجال التدريب الفني والمهني لتعزيز قدرات منشآت قطاع الأعمال في البلدين.وأشار الربيعة إلى التطورات والمتغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة والمستمرة التي تمر بها الأوساط الاقتصادية العالمية والتي ألقت بظلالها على بيئة الأعمال في دول العالم أجمع، وفي ظل هذا الوضع قال الربيعة إن توجهاتنا وخططنا المستقبلية يجب أن تعكس معطيات الفترة الحالية وتوقعات المستقبل وأن تتضمن مساحة واسعة للحركة والتغيير.