لا يمكن لأحد على الإطلاق أن يقول إن دالي بليند حصل على مكانه في تشكيلة المنتخب الهولندي ب«الواسطة»، فمدافع أياكس امستردام استحق وجوده مع «البرتقالي» في مونديال البرازيل 2014 لأنه أكثر من «ابن والده» وحسب. لقد خطف الظهير الأيسر، البالغ من العمر 24 عاماً، الأضواء منذ مباراته الأولى في العرس الكروي العالمي عندما مرر كرة متقنة لروبن فان بيرسي سجل منها الأخير برأسه أحد أجمل الأهداف في البطولة حتى الآن. ولم يكن تألق بليند الذي يتمرن مع المنتخب بإشراف والده نجم الوسط السابق داني بليند «مساعد المدرب لويس فان جال»، عاديا بل جاء ضد إسبانيا بطلة العالم وأوروبا «5-1» عندما مرر كرة طولية رائعة عجز دفاع «لا فوريا روخا» عن توقعها كما حال حارسه إيكر كاسياس الذي اكتفى بمشاهدة الكرة تتهادى في شباكه بعد الرأسية الرائعة لفان بيرسي. بالنسبة للنجم البرازيلي السابق زيكو، هذه التمريرة الطويلة كانت «تمريرة» النسخة العشرين من العرس الكروي، مضيفاً «إن جمالية الهدف لا تتعلق وحسب بالكرة الرأسية لفان بيرسي بل أيضا بنوعية ودقة تمريرة بليند. أنا منبهر بهذا الفتى. ولم يكتف بليند بهذه التمريرة فقط، بل كان أيضا خلف أحد الهدفين اللذين سجلهما آريين روبن. ولا تعتبر الموهبة الهجومية لبليند ورؤيته الثاقبة شيئا غريبا بالنسبة للهولنديين، فما هو إلا من خريجي أكاديمية أياكس امستردام التي تجعل التقدم إلى الأمام بمنزلة الغريزة عند المدافعين. ومنذ انطلاق نهائيات البرازيل، نجح بليند في ثلاث تمريرات حاسمة ما يؤكد أنه أكثر من ظهير أيسر، وذلك ما جعله قادرا حتى على اللعب كجناح أو في خط الوسط الدفاعي حيث لعب خلال الموسم المنصرم مع فريقه أياكس الذي توج معه بلقب الدوري المحلي للمرة الرابعة على التوالي.