لا ندري ما إذا كانت المواجهة بين هولنداوالمكسيك ستكون مثيرة في الدور ثمن النهائي من المونديال اليوم، لكنها دون أدنى شك لن تخلو من الاستعراض وتحديداً من ناحية مقاعد اللاعبين الاحتياطيين المكسيكيين حيث سيكون المدرب ميجيل هيريرا. وكان المدرب المكسيكي حذّر الجميع قبل انطلاق المونديال الحالي بأن احتفاظه بهدوء أعصابه ليس من أولوياته خلال مباريات فريقه. ولحظة إعطاء الحكم إشارة انطلاق المباراة، تبدأ أعصاب هيريرا بالغليان، وقد انتشرت صوره على مواقع عالمية عدة تظهره وهو في ذروة احتفالاته بأهداف فريقه، أو في لحظة غضب تجاه قرارات الحكام. لا يبدو هذا المدرب القصير القامة والبدين بأنه يتمتع بالكاريزما للوهلة الأولى. لكن الظاهر يختلف تماماً لأن لاعبيه يطيعونه وعيونهم مغمضة. وتدين المكسيك بكثير لهيريرا الذي انتشلها من أزمة حقيقية كادت تهدد بعدم بلوغها النهائيات الحالية وذلك للمرة الأولى منذ 28 عاماً. لم يتردد هيريرا مباشرة بعد استلام مهامه، في استبعاد كل المحترفين في أوروبا في المباراتين الحاسمتين مع نيوزيلندا، معتمداً على المحليين فقط، قبل أن يستدعيهم مجدداً إلى النهائيات. النجاح الذي حققه «ال تري» في هذه البطولة تخطى التطلعات، حتى بات هيريرا بطلاً قومياً في المكسيك.