إذا كان المنتخب الأسترالي بلغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حالياً في البرازيل، فإنه يدين بذلك بنسبة كبيرة إلى «جنديه المجهول» مايل جون جيديناك الذي أبدع في التصفيات وأكد علو كعبه. نضج جيديناك الذي سيحتفل بربيعه الثلاثين في 3 أغسطس المقبل، كثيرا مقارنة مع مشاركته الأولى مع منتخب بلاده في كأس العالم قبل 4 أعوام عندما خاض مباراة واحدة، وأصبح الآن لاعبا لا غنى عنه في التشكيلة الأسترالية بفضل الثبات في أدائه وتدخلاته القوية وتسديداته الصاروخية. لا تتوقف مؤهلات جيديناك الكرواتي الأصل، عند هذا الحد، فهو يملك مهارات فنية جيدة وقدرة على قيادة المنتخب وصنع الهجمات. استفاد جيديناك كثيراً من تجربته الاحترافية في الدوري الإنجليزي مع فريقه الحالي كريستال بالاس، فقاده الموسم الماضي إلى الدرجة الممتازة حيث اختير أفضل لاعب في صفوفه وفي بلاده أيضا، وساهم في بقائه فيها هذا الموسم بعد بداية كارثية. يحمل جيديناك إلى جانب حارس مرمى تشلسي الإنجليزي مارك شفارتسر مشعل اللاعبين الأستراليين في البريمر ليج وهو خير خلف لأسلافه مواطنيه الذين كانت تعج بهم صفوف الأندية الإنجليزية أبرزهم مارك فيدوكا ولوكاس نيل وبريت ايمرتون ولوك ويلكشير وطوني فيدمار وهاري كيويل وتيم كايهل. تأخر جيديناك في الدفاع عن ألوان أستراليا ولم توجه إليه الدعوة سوى عام 2008 بعمر الرابعة والعشرين في مباراة دولية ودية أمام سنغافورة وخاض معه غمار أول بطولة رسمية في كأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا حيث شارك في المباراة الأولى والأخيرة في العرس العالمي وكانت أمام ألمانيا عندما مني منتخب بلاده بهزيمة مذلة برباعية نظيفة.