شدد رئيس جمعية المسرحيين السعوديين، أحمد الهذيل، على أهمية دور الفنانين من الجيل القديم في دعم الفنانين الشباب، عبر الانخراط معهم في أعمال مشتركة. وقال الهذيل ل «الشرق»، عقب افتتاح الدورة العاشرة من مهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة، على مسرح «إثراء» في الظهران مساء أمس الأول: «سعدت جداً بوجود الجيل القديم مع الجيل الحديث، ووقوفهم معهم (…)، وليقدموا (معاً) لوحة مشتركة بوجود إبراهيم جبر، وسمير الناصر، وراشد الورثان»، مشيراً إلى المشاركين في لوحة «صوت الفن» التي عرضت في حفل افتتاح المهرجان. وأضاف: «أعتبرها إضافة جميلة، نتمنى أن توجد في كل فروع المملكة»، ويكون للفنان دور في «الوقوف بجانب هذا الجيل، وأن يشعرهم بقيمة الدراما بشكل عام، وقيمة ما يقدمه للمجتمع، وقيمة هذه المشاركة». وأعرب الهذيل عن سعادته بما قدمه المشاركون في اللوحة، موضحاً أنها كانت «جميلة جدا، عمل مسرحي (…)، أتى بكل بساطة وبكل جمالية (…)، بفكرته وطرحه ورؤيته (…)، جميل ببساطته وبكل ما فيه من معانٍ ومن طرح جميل»، متمنياً الاستمرارية للمهرجان وللمسرحيين. وهنأ الهذيل القائمين على مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، التابع لأرامكو السعودية، وفرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، على تعاونها في تنظيم هذا المهرجان، معتبراً هذا الأمر جميلاً، خاصة أن مسرح «إثراء» في المركز، يعطي مساحة يمكن للمسرحيين من خلالها أن يقدموا أفضل ما لديهم، بما فيه من إمكانيات. كما قدم شكره لكوادر في المهرجان، مشيراً إلى أنهم حملوا على أكتافهم همَّ المسرح، ولم يستسلموا للظروف المحيطة المحبطة للمسرح والمسرحيين، موضحاً أن ثمة شعلة لم تزل متَّقدة في مواقع مختلفة من المملكة، تساهم في الحراك المسرحي. وافتتح محافظ الخبر، سليمان الثنيان، المهرجان مساء أمس الأول، وعقب حفل الافتتاح، عرضت أولى المسرحيات المستضافة، وكانت بعنوان «حكاية لعبة»، التي قدمها فرع جمعية الثقافة والفنون في الرياض، من تأليف عبدالله الحمد، وإخراج يزيد الخليفي، وشارك فيها كل من الممثلين: محمد مقبل، يعقوب الفرحان، أحمد علامة، عبدالله السنوسي، حمد الصالح، فايز عبدالله، ومحمد جديدي، وهي مأخوذة عن مشهد من مسرحية «هاملت» لوليام شكسبير. وتمكن مخرج العرض يزيد الخليفي من رسم حركة مسرحية سلسة للممثلين، الذين قدموا أداءً جيداً في تجسيد أدوارهم، على الرغم من أن النص باللغة العربية الفصحى، التي تصعب حتى على كبار الممثلين، ما يدل على جهود الممثلين في التدريب على النص. وقدم النص فرجة مسرحية، ونجح فريق العرض في إبراز واقع المسرحيين في الفرقة المسرحية الشكسبيرية الهاملتية والواقع المسرحي في المملكة الذي تكبله قيود اجتماعية وتحد من تطوره وانتشاره، واستطاع نقل تهميش دور المرأة في بعض الثقافات المحلية. وتتواصل اليوم فعاليات المهرجان، بتقديم مسرحية «للعرض بقية» لفرقة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، ومن تأليف وإخراج راشد الورثان، عند الساعة السابعة مساء، على مسرح «إثراء» في الظهران. وتعقد ندوة عن فن «السينوغرافيا» في فرع الجمعية بحي الأثير في الدمام الساعة 9:15 مساء. وعلى هامش المهرجان، طبع فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام كتاب «علبة الدهشة» للكاتب المسرحي عباس الحايك، الذي جمع فيه مجموعة مقالات ورؤى في المسرح، كتبها على مدى سنوات، واشتمل الكتاب على مقدمة عن المسرح السعودي، ومسرح فرع الجمعية في الدمام، ومراحل انطلاق المهرجان.