يقول الخبر إن شاباً سعودياً يبلغ من العمر 31 سنة حطم أربعة تماثيل في اليابان، وقد نشرت وسائل الإعلام العالمية هذا الفتح المبين، وقامت بدورها على أكمل وجه في تقديمنا إلى الكارهين سلفاً بالشكل اللائق بنا وبالتماثيل التي تسكن عقولنا كما جرت العادة.. إن صح الخبر فيجب علينا أولاً مساءلة التماثيل التي عكف عليها هذا الشاب الطيب قبل سفره إلى اليابان، وأعني بالتماثيل هنا أولئك الذين علموه ألا يحترم عقائد الآخرين وقناعاتهم الدينية، وأن ينفلت في بلادهم كما ينفلت في بلاده بحجة الاحتساب!! ألم يقرأ هذا الشاب الطيب أن الصحابة احترموا عقائد وثقافات البلدان التي فتحوها بالمعاملة الحسنة، وأنهم لم يكونوا بمثل فجاجته ولذلك تقبلهم العالم بأخلاقهم وأدبهم قبل سيوفهم؟ مع عدم قناعتهم بالطبع بالأصنام والتماثيل.. لقد قدم ولدنا هداه الله صورة مغايرة تماماً. إذاً قصة الإرهاب المعروفة التي يوصم بها العرب في كل مكان؛ أضيف لها اليوم الخوف منهم على التماثيل وربما المتاحف الشهيرة في العالم بحسبانها تحتوي هي الأخرى على كثير من التماثيل والصور العارية.. لا تستغربوا غداً أن يمنع السعوديون والعرب من دخول أي متحف في العالم إلا بشروط مستحيلة، وأن وجود سعودي أو عربي جوار متحف عالمي قد يستدعي مستقبلاً وجود قوة طوارئ ومكافحة شغب وإرهاب!! بصراحة نحن نقدم أنفسنا إلى العالم بشكل همجي، ونستعديه بنزق؛ فلماذا نلوم العالم بعدها حينما يتعاملون معنا بشك وريبة؟ ما كان ضرك لو تركت لهم أصنامهم وتماثيلهم؟ لماذا لم تبحث عن طريقة أكثر لطفاً لهدايتهم إن كنت فاعلاً؟!! أين الحكمة والموعظة الحسنة؟ سامحك الله..