زف أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف مساء أمس للوطن (1607) خريجين من شباب الوطن الذين تم تدريبهم وتأهيلهم على جميع مهارات العمل بالدفاع المدني، وذلك خلال رعايته احتفال المديرية العامة للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية مساء أمس تخريج الدورة الثامنة والخمسين التأهيلية على أعمال الدفاع المدني لعام 1435ه. وقد هنأ الأمير سعود بن نايف الخريجين مشيدا بقدراتهم التي شاهدها خلال العرض المتقن الذي قدموه، مما ينم عن قدراتهم في الذود عن الوطن وحماية الأفراد والممتلكات إاذا ما التحقوا بزملائهم في ميادين العمل وأعمال الدفاع المدني. فيما ألقى مدير عام الدفاع المدني اللواء سليمان العمرو كلمة أعرب فيها عن تقديره وامتنانه لرعاية سمو أمير المنطقة الشرقية وتشريفه الحفل ومشاركة أبنائه الخريجين فرحة التخرج والالتحاق بالعمل بجهاز الدفاع المدني، في الاحتفال بتخريج (1607) من أفراد الدفاع المدني بعد أن اجتازوا بنجاح دورات التأهيل العلمي والتطبيقي والفني وأصبحوا جاهزين تماماً للقيام بجميع مهام الدفاع المدني من إطفاء وإنقاذ وإسعاف والتعامل مع كافة الحوادث. وأكد اللواء العمرو أن نجاح جهاز الدفاع المدني في تدريب وتأهيل هذا العدد الكبير من الخريجين في كافة التخصصات يرجع بعد توفيق الله إلى التطور الهائل في مستوى البنية الأساسية للتدريب بالدفاع المدني. مشيرا إلى أن هذه الدفعة تمثل واحدة من ثمار طيبة كثيرة لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من دعم واهتمام بجهاز الدفاع المدني وما توفره من إمكانات لتطوير قدراته البشرية والآلية في إطار رؤية أمنية شاملة لسمو وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني الأمير محمد بن نايف للحفاظ على سلامة كل من يعيش على أرض الوطن وحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة من كل ما قد يهددها من مخاطر ومد يد العون للدول الشقيقة والصديقة في أوقات الأزمات والكوارث، التي تتمثل في مراكز تدريب الدفاع المدني المنتشرة في عدد من مناطق المملكة، المجهزة بأحدث وسائل وأنظمة التدريب العملي والنظري، بما في ذلك المشبهات التي تحاكي الحوادث والمخاطر الفعلية التي يتعامل معها رجال الدفاع المدني ميدانياً، التي مكنت من تنفيذ ما يزيد عن 1174 دورة تدريبية خلال السنوات الماضية شارك فيها أكثر من 35 ألف متدرب من رجال الدفاع المدني والاستفادة الكبيرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الداخلي وخارج المملكة، الذي أتاح لرجال الدفاع المدني فرصاً كبيرة لنيل أعلى الدرجات العلمية في التخصصات التي تدعم برامج تطوير الدفاع المدني، حتى وصل عدد الحاصلين على الدراسات العليا إلى أكثر من 255 ضابطاً، بالإضافة إلى 64 آخرين يستعدون الآن لنيل هذه الدرجات العلمية الرفيعة في عدد من الجامعات السعودية والأجنبية، فضلاً عن دورات التدريب الأخرى التي يتم تنفيذها بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية متخصصة في مجالات عمل الدفاع المدني داخل المملكة وخارجها، التي استفاد منها خلال السنوات الخمس الاخيرة أكثر من 20 ألفاً من منسوبي الدفاع المدني. وأوضح اللواء العمرو أن خطط التدريب بالدفاع المدني ترتبط ارتباطاً وثيقاً ببرامج تطوير قدرات هذا الجهاز الأمني الوطني وتلبي الاحتياجات الفعلية العاجلة والمستقبلية للوحدات والفرق الميدانية في ربوع الوطن من خلال 98 إدارة للدفاع المدني يتبعها 736 مركزاً في جميع مدن ومحافظات المملكة منها 103 مراكز بالمنطقة الشرقية بالإضافة إلى استحداث 197 مركزاً جديداً بدأ تشغيلها فعلياً منها 28 مركزاً بالمنطقة الشرقية، كما ترفد مخرجات التدريب بالدفاع المدني المراكز الجديدة المقرر إنشاؤها خلال الفترة المقبلة ومنها 22 مركزاً بالمنطقة الشرقية لا تزال تحت التنفيذ. مؤكداً أن بيئة العمل بالدفاع المدني التي تتصف بالتنوع وعدم الاستقرار على طبيعة واحدة بفعل اختلاف طبيعة الحوادث وتنوعها وتتطلب تدريباً نوعياً في مجال إكساب المتدرب عدداً من المهارات التي تجعله متمكناً يقظاً وسريعاً في اتخاذ القرارات المناسبة عند التعامل مع الحوادث آخذاً بالاعتبار سلامته بالدرجة الأولى ثم سلامة الأرواح والممتلكات التي يتعامل معها، لذا فإن التدريب يعتبر هو الخيار الأول في رفع مستوى الأداء في العمل مشيراً إلى أن مسيرة التدريب وتأهيل الخريجين لن تتوقف عند هذا الحد من التدريب بل سيتم متابعة تدريبهم اليومي على رأس العمل مع بقية زملائهم الذين يمارسون التدريب على رأس العمل إلى جانب حصولهم على دورات تخصصية في أعمال الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وتدابير وإجراءات السلامة وأعمال التدخل في حوادث المواد الخطرة كلٍ حسب تخصصه. ولفت اللواء العمرو إلى استمرار برامج التطوير والتحديث في الدفاع المدني عبر منظومة التدريب والتأهيل وإيفاد المتميزين من رجال الدفاع المدني لدورات تدريبية تخصصية في أعرق المعاهد والجامعات العالمية المتخصصة في أعمال الإطفاء والإنقاذ، مشيراً إلى أن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد مشاركة 150 من رجال الدفاع المدني في دورة متقدمة لقيادة وحدات الإطفاء بكلية خدمات الإطفاء البريطانية. وكان الحفل قد اشتمل على عديد من الفقرات المصاحبة، حيث شهد أمير المنطقة الشرقية عرضاً لمهارات الخريجين في التعامل مع بعض الحوادث التي تضمنها برنامج دورة التأهيل الفني بمشاركة فريق البحث والإنقاذ السعودي، شملت استخدام مستلزمات الوقاية الشخصية ووسائل الإنقاذ واستخدام السلالم المعدنية في أعمال الإنقاذ والإطفاء وحوادث الحريق وحوادث المركبات وانهيارات المباني وأعمال الإنقاذ المائي وحوادث المواد الخطرة. كما شهد الحفل استعراضاً لنماذج آليات الدفاع المدني التي تم تدريب الخريجين على العمل عليها وشملت فرق الدراجات النارية وسيارات الإطفاء والإنقاذ المزدوجة وشاحنة التدخل السريع في حوادث المواد الخطرة، وحوادث انهيارات المباني والزلازل وقوارب الإنقاذ المطاطية. ونفذت عناصر من فريق البحث والإنقاذ عدداً من الفرضيات، منها فرضية إنقاذ دولي باستخدام أحدث تقنيات البحث والإنقاذ وفرضيات للتعامل مع حوادث المواد الكيماوية والبترولية. وشكل الخريجون خلال العرض لوحة بأجسادهم لعبارة (نحو مجتمع آمن)، وشعار الدفاع المدني، ورقم «998». ثم أدى الخريجون القسم . ليتم بعد ذلك إعلان النتائج وأسماء أوائل الخريجين والمتفوقين الذين تشرفوا بالسلام على راعي الحفل واستلام جوائز التفوق وشهادات التقدير من يده يحفظه الله وكرّم سموه ممثلي الجهات المتعاونة مع المديرية العامة للدفاع المدني والداعمة لبعض الجهود التوعوية لنشر ثقافة السلامة.