استضاف جاليري أثر في جدة، مساء الأحد الماضي، الناقدة البريطانية روز عيسى، للحديث عن الفن الفوتوغرافي في الوطن العربي. وتضمنت المحاضرة حفل توقيع كتابها الجديد “التصوير الفوتوغرافي العربي الآن”. ويستكشف الكتاب الحياة الاجتماعية والثقافية للبلاد العربية، من خلال صور 36 فوتوغرافياً وفوتوغرافية، تشكل رحلة مثيرة ومفيدة للقارئ للتعرف على حياة وخبرة كل هؤلاء الفنانين في رسم صورة مغايرة بدلاً مما يطرح في الإعلام من دعايات مغرضة قائمة على أوهام استشراقية. وهذه الأعمال تقاوم القولبة، والطعن في معالم هويتها، وتسعى لإعادة تشكيل مفاهيم جديدة من تراث الجماليات العربي، وبعثه إلى الحياة في صور شاعرية نابضة بالحياة. وأوضحت عيسى أن الفن الفوتوغرافي يمثل نافذة على عصرنا، وتهدف في مقالاتها وكتبها إلى تسليط الضوء على الفن المعاصر العربي في المعارض والبيناليات، ودور المزادات العلنية. واعتبرت نفسها أول من شارك في تنظيم معارض الفن المعاصر الشرق الأوسط في دول أوربا، مضيفة “هذه المنطقة التي كانت دائما مجهولة، ومحاطة بتحليلات جامدة سياسياً، وصور نمطية عن الحرب والاحتلال والإرهاب والفساد، وهذا ما يجول فقط في أذهان النقاد والأكاديميين الغربيين. ولكن من خلال التركيز على الثقافة البصرية، وملاحظة هموم الناس الذين يعيشون هناك، استطاع فنانون من الشرق الأوسط، وللمرة الأولى، في نقل صور حقيقية نابعة من الداخل، وشجعت نجاحاتهم دولياً، وكذلك محلياً، على الاهتمام بحركة الفنون، وتشجيع المواهب في هذا المجال”. وروز عيسى كاتبة ومنتجة لأفلام وثائقية عن الفنون البصرية في العالم العربي وإيران منذ ما يقرب من 30 عاماً. وسبق لها الإقامة في إيران، ولبنان، وفرنسا، على مدى السنوات ال25 الماضية، ولديها مشروع جاليري في كنسينغتون لندن، وتعرض أعمالاً فنية من الشرق الأوسط. وعملت عيسى مديرة لمعارض فنية كثيرة شاركت في تنظيمها، بما في ذلك معرض في مركز الفنون في ليفربول، ومعرض بيروت، ومتحف تيت بريطانيا، ومتحف الأرميتاج في سان بطرسبرج، ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن. وقالت عيسى للمناسبة: المشكلة أننا لا نملك وثائق كافية لتراثنا الفني، فقد أهمل كثير منه بسبب الحروب والإهمال، وشعرت أن مهمتي إعطاء منبر وصوت لفنانين من الشرق الأوسط، للتعبير عن القضايا الوطنية والهموم الشعبية، وكذلك عن وجهات النظر الجمالية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية”. وأضافت: لم يكن هنالك إدراك لأهمية التوثيق الفوتوغرافي، وكانت الكاميرا تستخدم فقط في الأفلام الوثائقية أو الصحافة. والآن أصبح هنالك تقدير عالمي للفوتوغرافيا، وأصبحت أعمال المصورين تشارك في المعارض الفنية الدولية، ومنها بينالي البندقية على سبيل المثال. وتطرقت عيسى في كتابها إلى أعمال فوتوغرفيات سعوديات، وهن منال الضويان، وريم الفيصل، وجوهرة آل سعود، وهذا الكتاب جزء من جهود عيسى لإنتاج مزيد من المعرفة عن أعمال فنانين من الشرق الأوسط، سواء في الفن والسينما، أو التصوير الفوتوغرافي. صورة غلاف الكتاب (الشرق) جدة | حمود أبو ماجد