احتشد مئات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله أمس دعماً للمعتقلين الذين دخلوا يومهم ال42 في إضرابهم عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقالهم في السجون الإسرائيلية. ورفع المشاركون في الاعتصام صور عديد من المعتقلين المضربين عن الطعام، إضافة إلى الأعلام الفلسطينية واللافتات التي كُتبت عليها شعارات تدعو إلى وقف الاعتقال الإداري. وتستخدم إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها احتجاز الفلسطينيين دون محاكمة لمدة 3 أشهر قابلة للتجديد، وهناك بعض المعتقلين الذين مضت على وجودهم سنوات في السجن بموجب هذا القانون. وردد المشاركون الشعارات الداعية إلى مساندة المعتقلين والوقوف إلى جانبهم، إضافة إلى المطالبة بوقف التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية، ومما قالوه «التنسيق الأمني ليش ليش واحنا تحت رصاص الجيش». ويخوض 120 فلسطينياً من المعتقلين إدارياً إضراباً عن الطعام منذ 42 يوماً، مطالبين بوقف سياسة الاعتقال الإداري، كما انضم إليهم في إضرابهم مئات المعتقلين على مدار الأيام الماضية. وقال جواد بولص محامي نادي الأسير الفلسطيني، أمس، لإذاعة صوت فلسطين «الأسرى وصلوا إلى حافة الخطر المحدق اليوم، 42 أسرى كبار في السن ومرضى اعتمدوا في الأيام ال30 الأولى فقط على الماء وهم في مرحلة خطرة للغاية». وأضاف «الوضع الصحي ينذر بمخاطر حقيقية، يعني لولا هذا الشعور وهذه الحقيقة لما بادرت إسرائيل بنقل حوالي 80 أسيراً تقريباً دفعة واحدة إلى 12 مستشفى مدنياً». وتابع قائلاً «هذه عملية استثنائية أدخلت جهاز مصلحة السجون في حالة من الإرباك والحرج، ولولا إقرار إسرائيل بخطورة الوضع لما بادرت إلى هذه العملية». وطالب رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني، في بيان أمس «المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية بتحمُّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها بوقف جميع الانتهاكات التي ترتكبها بحق الأسرى». ودعا الحمد إلى «التدخل الفوري لإلزام إسرائيل بالإفراج عن الأسرى الإداريين ووضع حد لسياسة الاعتقال الإداري، والتدخل لوقف انتهاكات جيش الاحتلال ومستوطنيه المستمرة بحق المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية». وأغلق عدد من الشبان صباح أمس المقر الرئيس للأمم المتحدة في رام الله، ومنعوا الموظفين من الدخول، فيما قالوا إنه احتجاج على عدم تحمُّل الأممالمتحدة مسؤولياتها تجاه الأسرى الفلسطينيين. وتوجَّه العشرات من طلبة جامعة بيرزيت بعد ظهر أمس إلى سجن عوفر القريب من رام الله الذي تحتجز فيه إسرائيل مئات الفلسطينين، وألقوا الحجارة على قوات الأمن الإسرائيلية التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة.