شهدت مدينة رام الله أمس أربع مسيرات تضامنية مع الأسيرة هناء شلبي المضربة عن الطعام في السجن الإسرائيلي منذ 34 يوماً. وانطلقت المسيرات من أربعة مواقع هي جامعة القدس والكلية العصرية ومدارس المستقبل ومقر الهيئة العليا للأسرى، والتقت أمام مقر هيئة الصليب الأحمر حيث أقيم اعتصام واسع بمشاركة المئات من المواطنين. وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن الحملة الشعبية ستتواصل تضامناً مع الأسيرة شلبي، مضيفاً أن محامي نادي الأسير جواد بولص زار شلبي في مستشفى السجن، وأطلع على وضعها الصحي، وقال إنها في حال صعبة. وفي نابلس، اعتقلت السلطات الإسرائيلية فجراً الشابة أماني الخندقجي (27 سنة) بعد مداهمة منزلها في المدينة. ويبلغ عدد الأسيرات في السجون الإسرائيلية ستة أسيرات. وكانت السلطات أفرجت عن 27 أسيرة في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الأسير غلعاد شاليت. وفي غزة (أ ف ب)، اعتصم عشرات الفلسطينيين أمس أمام مقر الصليب الأحمر تضامناً مع الأسيرة شلبي. ورفع المشاركون في الاعتصام الذي نظمه المكتب الإعلامي في حكومة «حماس» لافتات تدعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين. وطالب النائب عن «حماس» في المجلس التشريعي محمد شهاب في كلمته أمام الاعتصام المجتمع الدولي ب «تدخل عاجل» للإفراج عن المعتقلين وشلبي، وكذلك الإفراج عن النائب الأسير أحمد الحاج علي» الذي ينفذ أيضاً إضراباً عن الطعام منذ أسبوع. وردد المعتصمون الذين رفعوا صوراً للأسيرة شلبي وعدداً من الأسرى، هتافات تدعو إلى الإفراج عن شلبي، ومنها «الحرية للأسرى... الحرية لهناء (شلبي)». من جهتها (رويترز)، حملت حركة «الجهاد الإسلامي» أمس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياة الأسيرة هناء شلبي، وقالت في بيان على موقعها الرسمي: «الاحتلال المجرم يتحمل النتائج كافة المترتبة على حدوث أي مكروه لشلبي... إن ما يحدث معها لن يمر مرور الكرام، وعلى قادة الاحتلال أن يعوا جيداً نتائج أفعالهم الإجرامية». ونفت الناطقة باسم مصلحة السجون سيفان وايزمان أن يكون هناك خطر يتهدد حياة الأسيرة، وقالت: «مستشفى مئير أعادها إلى مصلحة السجون لأنه ليس هناك خطر يتهدد حياتها، ولو كان هناك خطر يتهدد حياتها لمكثت في المستشفى». وترفض هناء (30 عاماً) تناول أي شيء سوى الماء منذ اعتقالها في قرية برقين في الضفة الغربية الشهر الماضي، وهي محتجزة بموجب «الاعتقال الإداري». وجاء إضرابها عن الطعام في إطار تحرك أخذ في الاتساع من جانب سجناء فلسطينيين أشعله في كانون الأول (ديسمبر) الأسير خضر عدنان الذي أنهى إضراباً عن الطعام استمر 66 يوماً كاد أن يقضي عليه بعدما وافقت السلطات الإسرائيلية على خفض فترة اعتقاله وعدم تجديدها، علماً أن عدنان وهناء ينتميان إلى حركة «الجهاد» . ومع دخول حالة هناء الصحية مرحلة خطيرة وتعهد 23 فلسطينياً آخرين عدم تناول الطعام في السجون الإسرائيلية، تزايدت الدعوات لإسرائيل إلى الغاء هذه السياسة المثيرة للجدل والتي تطبقها على المعتقلين من الضفة التي تحتلها منذ عام 1967. وقال رئيس نادي الأسير لوكالة «رويترز»، إن «جلسة المحكمة الإسرائيلية التي عقدت اليوم (الثلثاء) في سجن عوفر من دون حضور الأسيرة هناء، أرجئت إلى الأسبوع المقبل ... المحكمة تواصل المماطلة وتضيع الوقت». وأضاف: «الأسيرة هناء موجودة الآن في مستشفى سجن الرملة الذي أعيدت إليه بعد أن تم نقلها مساء أمس (الاثنين) إلى مستشفى مئير في بئر السبع لخطورة حالتها الصحية».