لعبة البلوت أو ما يسمونها الكوتشينة فيها العجب والمرح والزعل والغضب حيث أنها لعبة قد تكون قد خطفت عقول وأوقات كثير من الناس، حيث أصبح بعضهم يستأجر الاستراحات والمجالس من أجل إدارة اللعبة ويسهرون عليها حتى الفجر. أحمد الله أنني لا أعرف أصول هذه اللعبة، رغم محاولاتي التي باءت بالفشل لتعلمها في الصغر، ولكن انتابني الخوف والهلع من إدمانها كما أشاهد وأسمع عن مدمني اللعبة، وكذلك ما أشاهده أمامي من خلافات وقذف اللاعبين بعضهم لبعض بالكلمات وجمل غير لائقة، في المقابل تسمّى اللعبة بلعبة الكبار والفقراء أيضاً. تعجبت وأنا أقرأ خبراً نشر في هذه الصحيفة (الشرق) في العدد رقم 888 عن إقامة دورة في مدينة الدمام يتنافس فيها 52 فريقاً ب 108 لاعبين ولهذه الدورة ناد بالمنطقة الشرقية يرأسه مؤلف كتاب (أصول لعبة البلوت) فالح السبيعي، كما أن فعاليات تلك الدورة ستقام في نادي النهضة ضمن فعاليات برنامج مهرجان «شبابنا ويانا» وأن البطولة ستشهد تنافساً قوياً بين المشاركين ولها شعبية وجماهير خاصة في دول الخليج. عجباً لذلك وصلت تلك اللعبة بأن يكون لها ناد وإدارة إلى هذه الدرجة يوجد بها فكر وعبقرية ونتائج إيجابية تعود بالنفع على ممارسيها ولاعبيها هذه هي التساؤلات التي تدور في ذهن من لا يفهم تلك اللعبة فهي ذات تركيز فكري عال وعدم محاولة الانشغال بشيء آخر فتساعد على تنمية قدرة التركيز الذهني فتلك رياضة حميدة ولا يعرف فوائدها سوى لاعبيها لكن من لايعرفها ينظر لها بشكل عجب وعلى أنها لعبة لهو وتسلية فقط. إن تلك اللعبة التي غزت عقول كثيرين، منتشرة جداً في الوسط الشبابي في مجتمعنا الخليجي وتعتبر في صدارة القوائم من خلال المنافسة للألعاب الذهنية. جرت العادة على أن هناك بعض الألعاب حول العالم تعتبر منارة معبرة عن بعض المجتمعات في كثير من المجتمعات حول العالم قد اتسمت بألعاب عدة وتلك اللعبة (البلوت) اتسمت بها مجتمعاتنا وانتشرت وتوغلت فيها. (أول وصن ودبل وحكم وسرا وغيرها) ألفاظ وعبارات لا تنطق إلا من قبل لاعبي هذه اللعبة الساحرة التي استحوذت على اهتمام كثير فلا يفهمها إلا هم، وصراحة تشعر عند سماعها بأنك تستمع للغة لأول مرة تنزل حروفها على مسمعك. عندما تلتقي محبيها أو عشاقها يقولون لك إنها تحتاج إلى تركيز عال وقدرة كبيرة على حفظ وعد الأوراق أثناء اللعبة، وفيها قدرة كبيرة من التحدى والإصرار ويجب أن يتصف ممارسها بالصبر والذكاء والمكر والدهاء والروح الرياضية وأن يتقبل الهزيمة. أخيراً يطالب عشاق تلك اللعبة الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب بتأسيس اتحاد الألعاب الذهنية وضم تلك اللعبة تحت مظلتها وتقام االبطولات والتصفيات لها. وأنا أقول هل إلى هذه الدرجة تلك اللعبة معشوقة لدى لاعبيها على الرغم من نظر البعض لها على أنها من اللهو والتسلية، لكن بالتعمق فيها سيجدون أنها لعبة تنمية ذهنية من الطراز الاول وسيعرفون ذلك حينما يكون هناك اتحاد لها ودوري سنوي وتصفيات كما في المستديرة الساحرة كرة القدم ووقتها نقول البلوت الساحرة أيضاً وسيكون لها شأن وينظم لها كأس عالم كما نحن الآن على مشارف بدء مبارياته التي يعشقها الملايين على الكرة الأرضية فهل يا ترى سيتحقق ذلك أم أنها مجرد أحلام وردية لعشاقها…؟