وصف المعارض السوري فواز تللو حزب الله بأنه حزب إيران في لبنان أو «حالش» كما تسميه الثورة السورية (حزب إيران في لبنان والعراق)، وبشكل دقيق حصان طروادة نظام ملالي إيران في العالم العربي خاصة والإسلامي عامة. وقال تللو ل «الشرق»: إن دخول إيران إلى المنطقة احتاج إلى مدخل وكانت فلسطين ومقاومة إسرائيل ذلك المدخل كما أكد لي قبل سنوات قليلة أحد رجال الأعمال الإيرانيين الناشئين المبتعثين إلى دمشق للدراسة مستغلاً علاقاته كونه ابن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، وهو ما يضيء على جانب آخر يتعلق بنفوذ حزب الله في سوريا حيث سيلاحظ قبل الثورة السورية اختفاء الحدود داخل السفارة الإيرانية في دمشق والمؤسسات التابعة لها، اختفاء الحدود بين «المعلم» الإيراني وتابعه المخلص والمتماهي مع سيده ومنفذ مهماته الصعبة. وأوضح تللو أن عناصر هذا الحزب شكلوا قبل الثورة أداة التنفيذ والتواصل بين النظام الإيراني والمجتمع السوري ناشرين معاً ثقافة «التشيع» التي أثارت المجتمع السوري المحافظ ذا الغالبية السنية الساحقة، أثارته بشكل كبير لا يتناسب مع النجاح المتواضع بل الفشل الكبير لهذه الثقافة، كما سمح الأسد الابن لهؤلاء بالعمل في الجامعات خلال السنوات الأخيرة في سابقة لم تحصل لأي جهة منذ استيلاء الأسد الأب على السلطة عام 1970، وهي سياسة جعلت التابع اللبنانيالإيراني المعتمد على الغطاء السياسي والممر اللوجستي للنظام السوري يتحول تدريجياً إلى السيد في لبنان ومن ثم بات اليوم السيد في سوريا، كنتيجة للثمن الذي دفعه النظام السوري الذي بات هو التابع لإيران عبر وكيلها اللبناني الذي يقود كل مرتزقة إيران في سوريا. واعتبر تللو أن بشار الأسد لكن بعد أن رهن معه طائفته كجزء من ثمن مساعدته على البقاء ليصبح هو التابع ليس للإيراني فقط بل لتابعه اللبناني. ولتصبح المظاهر الطقسية والعسكرية «الشيعية» أمراً يومياً ومتزايداً (إلى جانب الميليشيات العلوية) في مدينة دمشق متحدياً ما تبقى من أهلها في حلم واهم بثأر مريض لا شفاء منه لتاريخ مضى قبل 14 قرناً. وأوضح تللو أن بقاء نظام الأسد بات يعتمد بشكل كامل على دعم عسكري إيراني مباشر بالمال والسلاح والرجال من أتباعها «العرب الشيعة» بقيادة ميدانية لحزبها اللبناني، لكن ونتيجة دخولها بشكل متزايد لتحقيق توازن يفتقده النظام يومياً ويعوض عنه بعدد متزايد من العنصر البشري من التوابع الإيرانية. وتوقع تللو أن يصبح الوجود الإيراني بأدواته لاعباً ثالثاً مباشراً على الساحة السورية، له مناطق نفوذ وسيطرة مباشرة على الأرض السورية، ولاحقاً وإن طال الصراع سيتم تحرير معظم المناطق السورية ويتمترس النظام في مناطق الأقليات ومناطقه الخاصة. وأضاف أنه يتوقع أن تتحدد خطوط جبهات القتال وتهدأ الجبهات بالضرورة كأي حرب طويلة، وعندها ستبدأ التناقضات في معسكر النظام وحلفائه ليبدأ الصدام بين العلويين وأتباع إيران الذين باتوا ينظرون للنظام باحتقار لعجزه عن حماية نفسه ويرون أنهم أصحاب الفضل في وجوده، وهي مظاهر بدأت تظهر بشكل خجول لكنها في تزايد مستمر. وختم تللو بقوله «عندها ستكتشف الطائفة العلوية كم أجرم النظام وآل الاسد بحقها، ليس فقط بالاختباء خلفها ودفعها لارتكاب الجرائم لتوريطها في صراع طائفي خاسر لا تجد غير الانخراط به أكثر وسيلة للهرب من العدالة وهو حتماً صراع خاسر في بحر من الأكثرية السنية في سوريا والمنطقة، بل أيضاً أجرم النظام بحقها بسلخها عن محيطها العربي وربط وجودها بإيران لتصبح ورقة جديدة وحصان طروادة جديداً لنظام ملالي إيران تماماً كما ينظر للقضية الفلسطينية، ورقة سيستخدمها وقوداً بشرياً لمشروعه في المنطقة مستخدماً أداة السياسة الخارجية الأهم لديه أي حزب الله اللبناني الذي يتوالد اليوم في كل بلد عربي ومنها في سوريا كما سنرى قريباً وبنفس الاسم غالباً ولنفس الغرض، من أبيه إيران الملالي وولاية الفقيه الشيعي وأمه «ملك يمينه» اللبنانية متمثلة بحزب الله.