كوني فتاة في الثانوية أمتلك علاقات مع فتيات من شتى مناطق المملكة ممن رأيتهن، فتيات بعقول واعية ولكن مُقيدة! يجدن التصرف ولكن مع الأسف الشديد يملن للممنوع! ولا أقصد بالممنوع الشيء المُحرم لا، الشيء الذي يُدرج تحت مُسمّى (عيب) ولكنهُ لم يكُن عيباً أبداً، إلا عند بعضهم! في أي عصر كان الخروج من المنزل وزيارة الأصدقاء والتسوق والدراسة وغيرها الكثير الكثير «عيباً»؟ ليس في 2014 بكل تأكيد. كُل فتاة بأبيها مُعجبة، ولكن لمَ لا يكون كُلُّ أب بابنته مُعجباً؟ وإن كان كذلك لمَ لا يُظهر إعجابه؟ حسناً رُبما لا يعلم بأنه من أقوى أسباب تعزيز الثقة عند الفتاة. لا نطلب كثيراً فرُبما يكون صعباً على جفاف أسلوب بعضهم، ولكن نطلب فقط ثقة! ثقة بمن خُلقوا أنقياء وربتهم أيديكم وكبروا تحت أعينكم، ألا يستحقون؟ رُبما يُعارض بعضهم ويُبدي رأيه بأنها ثقة ناتجة عن الخوف، حسناً أُوافقك الرأي ولكنهُ خوف مُفرط، نتج عنه سلبيات كثيرة! عندما لا يستمع أبناؤكم إلا للمُعارضة منكم على كُل شيء وتتعود أذهانهم على كلمة لا والرفض، هل تعون ما النتائج؟ سيخضعون لرفضكم حسناً، ولكن يؤسفني القول إنهُ أمامكم فقط! سيفعلون مايُريدون بأي طريقة كانت، صحيحة أم خاطِئة وأنتم من يتحمل مسؤولية هذا، ماذا كان سيحصل إن أعطيتموهم القليل من ثقتكم؟ سيثقون باحترامهم لذاتهم وقُدراتهم على التصرف السليم، ولن يفعلوا شيئاً أبداً دون مشاورتكم والاستئذان مِنكم لن نتحدث عمّا مضى كثيراً، وإن كان الوقت قد تأخر ولكن شيئاً أفضل من لا شيء. عززوا ثقتكم بهم أولاً فهُم من تربوا على أيديكم، ثم عززوا ثقتهم بأنفسهم فهُم بحاجة كبيرة لكم ديننا دين يسر وسهولة، فلنجعل تربيتنا هكذا أيضاً. مُجتمعنا بحاجة البنين والبنات بدون تفضيل، بفضل من الله نُريد أن نصبح في أعلى المراتب ومن ثم فضلكم! أبناؤكم نعمة وليسوا نقمة، ثقوا بقدراتهم فقط، وستفخرون بهم يوماً من الأيام بإذن الواحد الأحد لن يُخيبوا ظنكم أبداً.