يقول أهل الخبرة إن أغلب الجن والعفاريت هم من النصابين والمحتالين، وإن من يتلبسهم وليس العكس كما هو متوقع ومألوف؛ يعرض نفسه بالتأكيد لمشكلات لا تحمد عقباها، وقد يؤدي به الأمر إلى «لهط» الملايين ودخول السجن دون أن يدري، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. من يغامر بتلبس جني أو عفريت؛ عليه أن يكون حذراً كي يقع على شيء مميز ومهم وجذاب هذا إن كان حظه حسناً، وإما إن كان حظه سيئاً ويقطع الخميرة من البيت فقد يجرجره هذا الجني اللعين معه إلى مساوئ الأخلاق وقبح الأعمال «أحد قال لك تتلبس جني»!! المهم.. تخيل أن تتلبس جنياً فإذا به «درباوي» في هذه الحالة ندعو الله أن يعينك على الحمضيات بأنواعها، والتفحيط، ورائحة الملابس القذرة، وحبوب الكبتاجون والهلوسة، والمضاربات الرعناء في كل شارع، وقد يقبض عليك يا غافل وأنت في موقف أخلاقي سيئ بعد أن ترقص عارياً في مكان عام .. يا ساتر يارب. تخيل أيضاً أن تتورط في تلبس شيخ قبيلة من قبائل الجن، وأنت تعتقد ساعة التلبس أنه من الناس المرتاحين، وإذا بك بدل الراحة والنعيم تستقبل الضيوف في كل ساعة، وتولم في اليوم مرتين، وتصلح وتفسد بين عشائر قبيلة الجن الذين لا يريدون أن يلتئموا على رأي منذ ثلاثين سنة.. «دور غيرها» ولا يغرك اللقب!! في كل حالات التلبس التي تخطر على بالكم فإن أصعبها في رأيي أن تتلبس جنياً «فيطلع شيخ» وفي هذه الحالة تصبح «دويسة» فلا أنت قادر على قمعه ولا هو أيضاً، والسبب أن لكليكما نفس قدرات النصب وحيل المراوغة، ولذلك عليكما أن تتوصلا إلى اتفاق تعايش ضمني؛ وهو أن يخدمك تحت الأرض وأن تخدمه فوقها، وأن تقللا حالات التلبس قدر الإمكان كيلا تنكشف اللعبة، والله يهني سعيد بسعيدة!!