يقول عنه أحد الأصدقاء “إنه يهيَّأ لي أن هذا المذيع مهمته تقوم على التحريش بين الناس”. لقد شاهدتُ وصلات الفتوة التي قام بتقديمها، ودارت رحاها بين “المحمدين” آل زلفة والعريفي. عادة ما يحدث من تناقض مخيف في وصلات الردح هذه يحكي نفسه بنفسه، دون الحاجة إلى وسيط يقوم بالشرح. كما تثبت قراءة بسيطة لردود الأفعال بعد ذلك أن مؤجري العقول في مجتمعنا كثر، وهم مستعدون أن يخسروا كل شيء معك، مقابل ألا يسمحوا لك بمجرد المحاولة لتحريك مستنقع الأفكار الراسخة التي نبتت كخضراء الدمن. ومع النيات الشبه الحسنة ستحاول مجرد محاولة أن تحفز أحدهم على إعمال عقله، لكنك ستنتهي وصوت قلبك “ما تصبرنيش .. ما خلاص أنا فاض بيّا ومليت”. وبالمناسبة، أنا “غلطت” مؤخراً وانتقدت خطبة للعريفي وهو يشهد أن الملائكة تقاتل مع ثوار سورية، فقاطعني صديق غير عزيز “بالمرة”. أخيراً، وهو الأهم، لِمَ كل هذا العدد المهول من العقول التي تستميت للدفاع عمن يسطحها ويركنها، ثم يشارك في إلهائها وصرف انتباهها عن المشكلات المستعصية التي “تطحن” الوطن والمواطن؟! وكأنها تلك الحالة الهستيرية التي عبّر عنها “كافكا” بقوله “راح عصفور يبحث عن قفص!”. “يا ناس”، هل نحن بلد مسحور، أو “تلبسه” عفريت من الجن؟! وإذا كنا مسحورين، من سحر لنا؟! و”لهط” عقولنا، و”لهط” هذه الحياة، وحوّلها إلى ما يشبه الحياة؟!