أكد رئيس دولة الإماراتالمتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال استقباله رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية، أن بلاده تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق قرارات الشرعية الدولية. وكان هنية وصل امس الى أبو ظبي قادماً من الدوحة حيث أكدت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» انه التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في وقت متقدم من ليل الأحد - الاثنين، مضيفة ان اللقاء كان ايجابياً وتناول نتائج جولة هنية الأخيرة الى عدد من دول المنطقة، وأيضاً نتائج زيارة مشعل الاخيرة للاردن ولقائه المسؤولين الاردنيين. ونفت ما يتردد عن خلاف داخل «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري ل «حماس»، موضحة ان الجناح العسكري يثمن «اعلان الدوحة» وما نتج عنه، لكنه يتمسك بضرورة احترام القانون، وتحديداً ضرورة تعديل القانون الاساس وحلفان الرئيس محمود عباس اليمين لدى تسلمه منصب رئاسة الحكومة. وأكد رئيس الامارات خلال استقباله هنية بحضور نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تتعرض اليها القضية الفلسطينية. من جانبه، أطلع هنية رئيس الامارات على آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والجهود المبذولة لتحقيق المصالحة. ونوّه بالدعم المستمر الذي تقدمه دولة الإمارات الى الشعب الفلسطيني من مشاريع إنسانية وخيرية مما كان له كبير الأثر في نفوس الفلسطينيين وتخفيف معاناتهم. وفي غزة، قال الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو إن هنية أجرى أمس «محادثات معمقة» مع رئيس الإمارات عن «مستقبل القضية الفلسطينية، والمصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، وقضيتي القدس والأسرى». وأضاف في تصريح وصلت الى «الحياة» نسخة منه أن الطرفين أكدا «ضرورة تعزيز العلاقة الثنائية وتكثيف الاتصالات والعمل المشترك في القضايا ذات الاهتمام المشترك». وأشار الى أن هنية استعرض «الأوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي، خصوصا انقطاع التيار الكهربائي وتأثيراته على القطاعات الحيوية»، كما «تطرق إلى ما تعانيه مدينة القدس من تهويد واستيطان، وما يقوم به الاحتلال (الإسرائيلي) لتفريغ المدينة من أهلها، واستهداف كل شرائح الشعب الفلسطيني، بمن فيهم نواب القدس الذين عمل الاحتلال على اعتقالهم وإبعادهم»، اضافة الى «نتائج الحرب على قطاع غزة، وما خلفته من آثار على البنية التحتية وتدمير المنازل وممتلكات المواطنين». وكان هنية وصل صباح أمس إلى أبوظبي في محطته الخامسة ضمن جولته الخارجية الثانية التي بدأها في 30 الشهر الماضي من قطر، وزار خلالها البحرين والكويت وايران. وهذه هي الجوله الثانية لهنية منذ مطلع العام، اذ زار في جولته الأولى مصر والسودان وتركيا وتونس. ومن المقرر ان يعود اليوم الى غزة عبر مصر. «فتح» تنتقد خامنئي وكان لافتاً في أبوظبي غياب السفير الفلسطيني الدكتور خيري العريدي عن المراسم الخاصة باستقبال هنية في زيارته الأولى للامارات ولقائه رئيسها، والتي جاءت بدورها في أعقاب زيارة لإيران. وكانت حركة «فتح» هاجمت المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران علي خامنئي وهنية على خلفية انتقادات وجهّها الاول للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عندما قال انه «كان رمزا للمقاومة والنضال وشخصية محبوبة بين شعوب المنطقة لكنه في نهاية المطاف انحرف عن طريق المقاومة وفقد رصيده بين شعوب المنطقة». واستنكر الناطق باسم «فتح» احمد عساف في بيان «اقوال الزور التي ادلى بها خامنئي ايران عن الشهيد عرفات بحضور هنية»، مشددا على ان «مكانة عرفات خالدة في ضمائر الشعب الفلسطيني والامتين العربية والاسلامية واحرار العالم، ولا يحتاج الى شهادة زور من خامنئي ايران».