كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى ل” الشرق” عن تفاصيل اللقاءين المغلقين الذين جمعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والذي امتد الأخير منهما لساعات متأخرة من فجر الاثنين وانتهي بالاتفاق على تولي الرئيس عباس منصب رئاسة الوزراء. وبحسب المصادر التي طلبت عدم كشف اسمها أن اللقاء الأول شهد حالة من الشد والجذب بين وفد الحركتين حول هوية الشخص المرشح لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية ففي بداية الاجتماع كان واضحاً تمسك الرئيس عباس بسلام فياض كشخص وحيد صالح لهذه المهمة. موضحةً أن اللقاء الثاني شهد بداية انفراج الأزمة بعد إبداء حماس استعدادها لقبول تولي مرشح حركة فتح لاستلام منصب رئاسة الوزراء “محمد مصطفى” رئيس صندوق الاستثمار رئاسة الحكومة الانتقالية، وهو ما لقى قبول الرئيس عباس والوفد المرافق له. وتضيف المصادر” بعد ساعات من هذا التوافق، ودخول الجانبين في بحث تفاصيل عدة لها علاقة بملفات المصالحة، إذ بالرئيس عباس يعود ليفاجئ الحضور بإصراره على تولي سلام فياض منصب رئاسة الوزراء وتراجعه عن الموافقة على تكليف محمد مصطفى”. وكشفت المصادر أن خالد مشعل تدخل بشكل فاجأ كل الحضور بطرحه أن يكون الرئيس عباس رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية، وهو ما لاقى ترحيبا من أمير قطر وترددا في البداية من الرئيس عباس”. بعد هذه القنبلة التي جري طرحها انتقل الحديث لأبرز أسماء المرشحين لتولي حقائب الوزارات في التشكيل الوزاري المقبل، وفي نهاية الاجتماع أبدي الرئيس الفلسطيني موافقته على الاقتراح الذي تقدم به رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وجري الاتفاق على الإعلان والتوقيع على اتفاق الدوحة بتولي الرئيس عباس رئاسة الوزراء. وعلمت “الشرق” أنه رغم اختيار الرئيس عباس لرئاسة الوزراء لكن ما جري في اللقاء لم يتعد التوافق على شخصية رئيس الوزراء وأبرز المرشحين لتولي الحقائب الوزارية، وخطة عملها، على أن يتم حسم أسماء الوزراء في اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي سيعقد في 14 من الشهر الجاري في القاهرة لتعطي الحكومة الانتقالية الضوء الأخضر وترى النور في أقرب وقت”. و يبدو أن اقتراح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بتولي عباس رئاسة الحكومة لم يرق لبعض قادة الصف الأول في حركة حماس، منهم أعضاء في المكتب السياسي الذين اعتبروا موافقتهم على تولي محمد مصطفي تنازلاً في حد ذاته فكيف يوافقون على اختيار الرئيس عباس لرئاسة الوزراء. وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الذي غادر الدوحة دون أن يحضر حفل التوقيع على الاتفاق ل “الشرق” أن الاتفاق الذي وقع في الدوحة يعد مخالفاً لبنود اتفاق القاهرة الموقع بين حركتي حماس وفتح وباقي الفصائل الفلسطينية. وأضاف أبو مرزوق ل” الشرق” “رغم التوافق على اختيار الرئيس عباس لمنصب رئاسة الوزراء لكن هناك حالة من التخبط والتعثر في ملف المصالحة الفلسطينية”.