استنفرت شركات ووكالات السفر والسياحة جهودها معلنة عن رفع حالتي التأهب والطوارئ القصوى لاستقبال الأعداد الهائلة من المسافرين السعوديين، الذين يتوافدون على تلك الوكالات والمكاتب السياحية رغبة منهم في حجز مقاعدهم وتأكيد حجوزات السفر للسياحة والتنزه والترويح عن النفس والتخلص من أعباء وضغوط العمل اليومية والهروب من حرارة الجو بحثاً عن الأجواء الباردة والممطرة في بلدان العالم المختلفة. يأتي ذلك تزامناً مع قدوم الإجازة الصيفية وإجازات المدارس، كما بدأت بعض الشركات في بث حملاتها الترويجية على أسعار التذاكر، وبعض وكالات السفر باستقطاب المسافرين عبر البرامج السياحية المتنوعة من حجوزات سكن وجولات سياحية. وإذ بدأ تحديد الوجهات لشد الرحال؛ احتلت دول شرق آسيا المركز الأول في وجهات المسافرين بنسبة 60% حسب الإحصائيات التقريبية، التي أجمعت عليها وكالات وشركات السفر والسياحة في المنطقة الشرقية، حيث تأتي إندونيسيا في المقدمة تليها ماليزيا ثم سريلانكا ثم الفلبين. بينما تحتل دول أوروبا وأمريكا المركز الثاني بنسبة 30% من نسبة المسافرين موزعة بين لندن والنمسا وباريس والولاياتالمتحدةالأمريكية. وتحتل الدول العربية المركز الأخير، حيث حصلت الإمارات على نسبة 8% تقريباً، ومصر على نسبة 2% من المسافرين. «الشرق» تجولت في عدد من المكاتب السياحية وخرجت بهذه الحصيلة: في البداية أوضح المدير العام لوكالة الشريع للسفر والسياحة منقذ العمار أن نسبة المسافرين للتنزه مع عوائلهم تزايدات هذا العام بنسبة كبيرة مقارنة مع الأعوام السابقة، مرجعاً الأسباب في اعتقاده إلى كثرة العروض والتخفيضات السياحية كالتذاكر والمنتجعات والفنادق في تلك الدول، وارتفاع الأسعار بالوجهات والمناطق السياحية الداخلية في المملكة. وأشار العمار إلى أن المسافرين للسياحة من الفئة متوسطة الدخل يتجهون إلى دول شرق آسيا لكون أسعارها السياحية في متناول اليد، وكذلك تتمتع بطبيعة خلابة وأجواء باردة وممطرة. وألمح إلى أن الدول الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية تأتي بعد دول شرق آسيا، حيث تعد وجهة سياحية لرجال الأعمال للاستجمام والتجارة في آن واحد. وأضاف: كما فضلت بعض العوائل السعودية السفر إلى تلك الدول للسياحة، وكذلك لحضور حفل تخرج أبنائهم المبتعثين في الجامعات والمعاهد بتلك الدول، التي عادة ما تكون مصاريفها عالية جداً. وتابع العمار قائلاً: تأتي الدول العربية في آخر القائمة المفضلة للمسافرين للسياحة، حيث فضّل بعضهم الذهاب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ونسبة بسيطة جداً إلى مصر، وتحديداً شرم الشيخ. وأقر «علي نواب» مدير مبيعات في وكالة عبر السعودية للسفر والسياحة بوجود ارتفاع في نسبة المسافرين للخارج لهذا العام بنسبة كبيرة عن الأعوام السابقة، مع ارتفاع في أسعار التذاكر أيضاً. وقال: لكن ذلك لم يقف عائقاً أمام الباحثين عن الأجواء والطبيعة الخلابة وقضاء أوقات ممتعة مع أهاليهم، موضحاً أن أغلب الحجوزات عائلية. وذكر أحمد الحمود مسؤول مبيعات بوكالة النجوم للسفر والسياحة أن الخطوط القطرية حصلت على النسبة الأعلى من المسافرين، تليها طيران الإمارات والاتحاد، مشيراً إلى التقارب في أسعار التذاكر فيما بينها. وأضاف الحمود قائلاً: بينما تتراوح أغلب الحجوزات ما بين 15 إلى 20 يوماً وهو معدل البقاء في تلك البلدان، موضحاً في الوقت نفسه الإقبال الكبير من المسافرين للاستفادة من العروض والبرامج السياحية، التي تناسب جميع الفئات العمرية، وكذلك الأذواق والمستويات الاقتصادية. على الجانب الآخر، وعلى الرغم مما تزخر به المملكة من مقومات سياحية وأماكن جميلة وخلابة إلا أن كثيراً من المواطنين السعوديين لا يزالون يفضلون السفر والسياحة بالخارج، ولعل الدخول في التفاصيل لا يجعلنا نكتشف جديداً عن الأعوام السابقة سوى كثرة العروض من شركات الطيران والبرامج السياحية لدى وكلاء السفر والسياحة. «الشرق» التقت عدداً من المواطنين أثناء وجودهم في تلك المكاتب السياحية لإنهاء أمور حجوزاتهم، الذين أوضحوا أنهم يفضلون السياحة الخارجية في مواسم الإجازات مرجعين الأسباب إلى التكاليف الباهظة للسياحة الداخلية وطالبوا بتطوير المعالم الداخلية لجذب السياح. ويقول عبداللطيف الملحم: أفضّل الذهاب مع عائلتي سنوياً إلى إندونيسيا وذلك لطبيعتها الجميلة ومناظرها الخلابة والأجواء المعتدلة الماطرة وانخفاض نسبة تكاليف السياحة هناك مقارنة مع السياحة الداخلية في المملكة. وأضاف: أن مناطق جنوب المملكة أيضاً تتمتع حالياً بأجواء ممطرة ومعتدلة، ولكن ارتفاع الأسعار والتكاليف السياحية هو ما يجعل السائح يبحث عن البديل الأوفر خارج البلد. كما توجد في المملكة معالم وأماكن سياحية تحتاج إلى بعض التطوير والاهتمام لجذب السياح. وأوضح غازي عزة أنه وعائلته سوف يقضون إجازتهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك لحضور حفل تخرج ولدهم من جامعة ويتشيتا في ولاية كانسس، وكذلك للترويح والاستجمام. أما سالم المالكي فقرر قضاء إجازته في دولة الإمارات العربية المتحدة رغبة منه في التغيير والتعرف والاستطلاع على مزيد من الحضارات والشعوب، وكون إجازته قصيرة جداً ولا يمكنه الذهاب إلى الدول البعيدة الأخرى، موضحاً أن البرامج السياحية التي تنظمها بعض وكالات السفر لا تستهويه كون أسعارها مبالغ فيها. كما تواجه بعض الفتيات عوائق في تحقيق رغبة السفر خارج البلد، تتعلق بكيفية إقناع أهاليهن بالأمر، فقد أوضحت مي الكثيري أنها تفضل السفر سنوياً برفقة والديها إلى الدول الأوروبية لافتة إلى سحر الطبيعة في تلك البلدان، إلى جانب تعدد خيارات التسوق وزيارة المتاحف والمعارض هناك. لكنها قالت: قد تواجهنا أحياناً مشكلة إقناع الأهل في السفر. أما سحر عدنان فترى أن السفر للخارج أصبح حاجة ملحة، خصوصاً للزوجين لكسر الروتين اليومي وللاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات في الطبيعة الساحرة بعيداً عن الضغوطات اليومية. وذكرت أنها زارت مع زوجها عدة بلدان، وأشارت إلى أنها سوف تقضي الإجازة القادمة في ماليزيا.