هدوء.. دفء.. حنان… طمأنينة بين تلك الأحضان بين تلك الأذرع المنسدلة لي دوماً. تلك التي تأخذني بعيداً إلى عالم يعمّ بالراحة والسكينة تلك الأحاسيس التي بدأت تختفي وبدأت تنتهي وبدأ هيجان الخوف يسري فيّ كيف؟! لماذا ! ومتى أصبحت هكذا!. ما الخطأ ! ما الصواب؟ !! تهت في عالم مملوء بالنسيان أتمسك بمن! أحتاج لمن؟! والأرض مملوءة بالأقنعة لا أعلم من الصادق ومن الكاذب؟. لا أعلم ما هو الحق وما هو الباطل؟ تارة أتمسك بحبل وأرمي له كامل ثقتي ثم أهوي إلى القاع. يوجد شيء خاطئ … أشعر بالحزن بلا سبب وقلبي يقسو قليلاً فقليلاً ليجاري هذا الزمن. أسدلت خصلات شعري على وسادتي ودموعي تذرف بشدة وغططت في نوم عميق. ما هذا! إنه نور ساطع أين أنا من أنت! ما ذا تريد إلى ماذا ترمي لا أفهم شيئاً؟. ما هذا؟ إنه شريط ذكرياتي يمر سريعاً للوراء أمامي. يا رباه أسأموت الآن؟! بكيت وبكيت وأنا أرى أفعالي وأنا أعصي فأضحك ثم أعصي وأعصي ربي أكثر، ثم بدأ الشريط يتباطأ قليلاً ويصبح أشد بطئاً فذهلت من نفسي أتلك الفتاة التي كانت تقوم الليل وتدعو كثيراً هي أنا؟! أتلك التي تتلو القرآن وتطيع والديها هي أنا؟! أتلك التي تعصي فتتوب ثم تعصي فتتوب وتدعو وتلح بدعائها فيستجاب لها نهضت من وسادتي وعلمت ما الخطأ؟. لقد خشيت من المخلوق أكثر من الخالق! فأحببت المخلوق أكثر من الخالق! فخضت في المحرمات وعصيان ربي ولا راحة ولا سعادة إلا بيد الله المدبر لكل شيء تلك الأحاسيس وتلك المشاعر الجميلة كانت عندما كنت ألتجئ لربي. فاللهُمَّ أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، وأعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.