اندلع قتال عنيف قرب العاصمة الليبية طرابلس أمس بعد يومين من اقتحام مسلحين البرلمان في بعض من أسوأ أعمال العنف بالمدينة منذ حرب 2011. وقال سكان إنهم سمعوا عدة انفجارات هائلة قرب ثكنة اليرموك في حي صلاح الدين. وخفت حدة إطلاق النار والانفجارات لاحقاً فيما يبدو. واندلعت معارك ضارية بأسلحة مضادة للطائرات قرب معسكر للجيش في ضاحية تاجوراء الشرقية. وقال أحد سكان تاجوراء «إننا نسمع انفجارات مدوية وطلقات نارية بالقرب من المعسكر، لكننا لا نعرف من يطلق النار». وأعلن أعلى قائد في قوات الدفاع الجوي الليبية انضمامه إلى حفتر في مواجهة الإسلاميين. وقال متحدث باسم رئيس الأركان إن قائد البحرية الليبية اللواء حسن بوشناق، نجا من محاولة اغتيال برصاص مجهولين أثناء توجهه إلى العمل. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الليبية تأييدها لعملية «كرامة ليبيا»، وأكدت الوزارة في بيان لها حصلت وكالة الأنباء الليبية (وال) على نسخة منه، انحيازها الكامل لإرادة الشعب وما ورد من بيانات كثير من مكوناته التي تؤيد فيها عملية كرامة ليبيا ضد الإرهاب ومن أسمتهم بالخوارج والظلاميين الذين يغتالون شباب الوطن، ويعيقون بناء الجيش والشرطة. كانت رئاسة أركان الدفاع الجوي في ليبيا أعلنت في وقت سابق أمس انضمامها إلى معركة «الكرامة». كما أعلن «تحالف القوى الوطنية» الليبي بزعامة محمود جبريل دعمه لعملية «كرامة ليبيا» التي انطلقت قبل أيام «للقضاء على الإرهاب ومصادر تمويله». وشدد التحالف، في بيان نشره موقع صحيفة «الوسط» الليبية، على ضرورة أن «تلتزم قيادات الجيش الوطني المشاركة في العملية بالوعد الذي قطعته أمام نفسها والشعب بعدم التدخل في شؤون الحياة السياسية بأي شكل وحماية المسار الديمقراطي الذي اختاره الليبيون في الثورة». وأدان التحالف الليبرالي «الأعمال الإرهابية التي تمارس ضد أفراد الجيش والشرطة والقوات الخاصة بهدف إبقاء الدولة في حالة عجز وضعف خدمة للأجندة المتطرفة والمشبوهة». وقدم البيان مبادرة تنص على أن يكلف «المؤتمر الوطني العام» الحكومة الحالية بتسيير وتصريف الأعمال خلال جلسة نهائية ليدخل في إجازة برلمانية حتى يتسلم مجلس النواب القادم المهام التشريعية والرقابية. ودعت المبادرة إلى ضرورة إنشاء المجلس الأعلى للقوات المُسلحة برئاسة القيادة العامة للجيش الليبي لمكافحة «قوى الإرهاب والتطرف» والحفاظ على سيادة التراب الليبي وصون حدود الوطن، إلى جانب إنشاء المجلس الأعلى للشرطة برئاسة وزير الداخلية وعضوية مديري مديريات الأمن على مستوى ليبيا لحفظ الأمن داخل مدن ومناطق البلاد. وطلب التحالف، في البيان ذاته، من الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور التعاون مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتشكيل فريق عمل مشترك لإصدار التعديلات اللازمة في الإعلان الدستوري وتسريع إجراء انتخابات مجلس النواب والإعداد لانتخابات رئاسية مباشرة قبل نهاية يوليو المقبل. وذكّر تحالف القوى الوطنية أعضاء «المؤتمر الوطني العام» بمسؤولياتهم الأخلاقية في الحفاظ على الدم الليبي ووحدة وسيادة وسلامة البلاد، مناشداً إياهم بالانحياز إلى الإرادة الشعبية لإنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد والخروج منها بأقل الأضرار. يُذكر أن قوات موالية للواء خليفة حفتر القائد السابق للقوات البرية في الجيش الليبي بدأت عمليات يوم الجمعة الماضي في بنغازي يطلق عليها «عملية الكرامة»، ثم انطلقت إلى العاصمة طرابلس، حيث تم اقتحام مبنى المؤتمر الوطني العام (البرلمان) ومواقع استراتيجية أخرى.