تسعى إسرائيل التي تستعد لاستقبال البابا فرنسيس إلى جذب الأقلية المسيحية العربية فيها للانضمام إليها لمواجهة الغالبية المسلمة في المنطقة الغارقة في نزاعات طائفية. وظهر ذلك جليا مؤخرا عبر إعلان الجيش الإسرائيلي الشهر الماضي استدعاء مسيحيين من عرب إسرائيل للخدمة في الجيش مشيرا إلى أن الاستدعاء اختياري وليس إلزامياً. كما ظهر في قانون مثير للجدل سنه البرلمان الإسرائيلي يفرق بين المواطنين العرب المسلمين والمسيحيين ويمنح المسيحيين امتيازات أكبر في مجال العمل، في إجراء غير مسبوق في الدولة العبرية. وأكد النائب ياريف ليفين من حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الذي قدم مشروع القانون أن المسيحيين «حلفاء طبيعيون لنا ويشكلون ثقلا مضادا للمسلمين الذين يريدون القضاء على الدولة من الداخل». وهذه هي المرة الأولى التي تسعى فيها إسرائيل إلى حشد الأقليات في المنطقة كما ظهر في السابق في تحالفها مع الكتائب المارونية وجيش لبنان الجنوبي، بينما أثارت زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي لاستقبال البابا فرنسيس، غضب حزب الله الشيعي في لبنان. ويشير غابرييل بن دور مدير معهد دراسات الأمن القومي في جامعة حيفا لوكالة فرانس برس «هناك بالفعل تدهور في وضع المسيحيين في الشرق الأوسط». وقال بن دور إنه «الوقت المناسب لتقوم إسرائيل بتحسين وضع الأقلية المسيحية فيها، لأن هذه الأقلية الآن أكثر حماسا للتعاون مع الدولة العبرية وهذا من شأنه أن يحسن مكانة إسرائيل الدولية». وهناك 130 ألف مسيحي من عرب إسرائيل الذي يشكلون نحو 20 % من سكان إسرائيل. وهم يتحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948. ومع أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية يعامل العرب في إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية ويعانون من تمييز واضح ضدهم في فرص العمل والسكن خصوصا. وقامت الكنيسة الأرثوذكسية مطلع الشهر الجاري بتجريد كاهن من مدينة الناصرة وهي أكبر مدينة عربية في إسرائيل يدعى جبرائيل نداف من صلاحياته لدعوته علنيا إلى تجنيد المسيحيين في الجيش الإسرائيلي. واعترضت بطريركية اللاتين في القدس التي تمثل الكنيسة الكاثوليكية، على قرار الجيش الإسرائيلي رفع عدد المجندين المسيحيين في الجيش. وقال المونسنيور ميشال صباح الذي كان أول بطريرك فلسطيني يترأس بطريركية اللاتين في القدس بين 1988 و2008، إن «المشكلة الرئيسية هي أن هؤلاء المسيحيين هم من الفلسطينيين». وأضاف «لو قبلنا كفلسطينيين، فإننا لن نذهب إلى جيش يواصل احتلاله أو يقتل الفلسطينيين». وأضاف صباح «يجب أن نكون مواطنين صالحين داخل إسرائيل ولكن أن نكون مواطينين صالحين لا يعني أن نطيع أمرا بقتل إخوتنا الذين هم من الفلسطينيين». ويقول معارضو الخطة إن اليمين القومي المتطرف الحاكم في إسرائيل يسعى إلى اللعب بورقة «الطائفية» بين المسيحيين والمسلمين في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.