منذ أن أنشئت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي تهتم بالشباب الذكور، وكنا نأمل أن تحظى الإناث بنفس الاهتمام، لأنها وجدت لخدمة الشباب من الجنسين. وأعتقد أن هذا الواقع لا يرضي كثيراً من الفتيات، فهن لا يستطعن أن يمارسن الرياضة في البيت لصغره، ولا في الشارع للمضايقات التي يتعرضن لها، ولا يوجد لهن نواد رياضية يتدربن فيها ويتنزهن ويخرجن من الرتابة ويهربن من سجن البيت وسكين الفراغ. وكأن لسان حال الشابات يقول يا معشر الرجال ارحموا. ولا تحرمونا من حقنا في الحصول على نواد نسائية. لقد حرمتمونا من الرياضة في البيت والمدرسة وفي الشارع ثم تبخلون علينا بناد رياضي. ثم بعد ذلك تعيروننا بالبدانة وتكدس الشحوم وضعف القوام وهشاشة العظام وجلب الغموم والهموم. إن ما ندعو إليه هو وجود أندية نسائية بضوابط إسلامية ، تمارس فيها تمارين تناسب وضع المرأة الجسماني، كتمارين الجري والسباحة وغيرها، وأن تدعم منشآت هذه الأندية بمرافق ترفيهية تجذب الشابات للاشتراك فيها، وأن تقام مسابقات رياضية تحفيزية تبعث على المنافسة والتسلية. إنني أدعو الأخوات الإعلاميات المهتمات بالشأن الرياضي كالأخت لينا المعينا والأخت ابتسام الحبيل وغيرهما أن يرفعوا أصواتهن ويطالبن المسؤولين في رعاية الشباب بهذا الحق المشروع، وقد قيل «ما ضاع حق وراءه مطالب». ومن حسن الطالع أن الأمير نواف بن فيصل هو الرئيس العام لرعاية الشباب والمعروف عنه دعمه للأنشطة النسائية وإعلانه مؤخرا عن توجه الرئاسة العامة لرعاية الشباب لإدخال الرياضة في مدارس البنات. ختاما نتمنى أن تنتشر هذه النوادي في كل حي من أحياء مدن المملكة لتكون متنفسا للفتيات وللسيدات. ونتمنى أن يعي المسؤولون وأولياء أمور الفتيات أهمية هذه الأنشطة وأن ينظروا إليها نظرة إيجابية، فلقد حبسناهم في البيوت كثيرا فلا زودناهم بأماكن للترفية ولا تركناهم يمشون على حشائش الأرض! كما نتمنى من الشابات أن ينتبهن لصحتهن ولياقتهم ويحرصن على الانضمام لمثل هذه الأندية إن وجدت. فإننا نريد فتيات رشيقات ونريد أن نرى نون النسوة وقد تحولت إلى نون السعادة والنشوة.