اتهم الرئيس الأوكراني المؤقت، أولكسندر تيرتشينوف، أمس الإثنين روسيا بالعمل على الإطاحة بالسلطة الشرعية في البلاد بعدما أعلن انفصاليون موالون لروسيا عن تحقيق فوز ساحق في استفتاء على الحكم الذاتي في منطقتين تقعان بشرق أوكرانيا. وقالت وكالة الإعلام الروسية أمس إن النتائج النهائية للاستفتاء الذي نظمه انفصاليون موالون لروسيا في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا توضح تأييد 96.2 % للحكم الذاتي. ونقلت الوكالة عن أحد منظمي الاستفتاء قوله إن لوهانسك ستطلب من الأممالمتحدة الاعتراف باستقلال المنطقة. كما نقلت عن متحدث باسم الانفصاليين قوله إن لوهانسك قد تجري استفتاء بشأن الانضمام لروسيا. ونقلت الوكالة عن أحد قادة الانفصاليين في المنطقة قوله إن لوهانسك لن تشارك في انتخابات الرئاسة الأوكرانية المقررة في 25 مايو. من جانبها، أعلنت روسيا أنها تحترم نتيجة الاستفتاء الذي أعلن انفصاليون في منطقة دونيتسك الصناعية أنهم حصلوا فيه على تأييد 90 %، واعتبرت أن النتائج يجب أن تُنفَّذ سلمياً، ولم تشر إلى أي إجراء آخر ستتخذه. وبعد ساعات من الاستفتاء الذي رفضته كييف وحكومات غربية ووصفته بأنه غير شرعي بقيت خطط زعماء الانفصاليين غير واضحة، وأيد بعضهم علانية السعي إلى الانضمام لروسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم بعد استفتاء مماثل في مارس الماضي. وهدد رئيس بلدية مدينة سلافيانسك معقل الانفصاليين، فياتشيسلاف بونوماريوف، بطرد الجيش الأوكراني. وعندما سئل بشأن إمكانية إجراء استفتاء آخر بشأن الانضمام إلى روسيا قال «لم يتخذ قرار لكن هذا الاستفتاء أظهر أننا مستعدون.. يمكننا أن نجري انتخابات أو استفتاء خلال فترة وجيزة دون أي تكلفة تُذكَر». من جانبه، قال وزير الداخلية الأوكراني، أرسين أفاكوف، إن القوى الانفصالية قامت بمحاولة جديدة في ليل الأحد للسيطرة على برج تليفزيون على مشارف سلافيانسك. وكتب أفاكوف على صفحته في موقع «فيسبوك» إن «حرب الإعلام التي يشنوها ضدنا في دونباس (بالشرق) أكثر خطورة من رصاصة.. يجب أن نرد.. العدو يخشى هذا أكثر من القوات الخاصة». لكن يوجد بعض التلميح لحل وسط في مدينة ماريوبول الساحلية التي شهدت قتالاً شرساً بين القوات الأوكرانية والانفصاليين خلال الأسبوع الماضي. وقال الرئيس تيرتشينوف إن الشرطة المحلية بدأت دوريات مع أفراد ميليشيا من المتطوعين أنشأتها شركة «ميتينفست» التي يمتلك معظمها رجل الأعمال الأوكراني رينات أحمدوف، وتقر كلمات تيرتشينوف ضمنياً هذا الترتيب. وأظهرت صورة على موقع الشركة على الإنترنت عمال صلب من شركته يرتدون زي العمل والخوذات لكنهم غير مسلحين يسيرون مع الشرطة في الشوارع، وعرض أحمدوف توفير ميليشيات في إطار ترتيب لاستعادة النظام في المدينة. واقترح أحمدوف أيضاً عدم دخول الجيش مرة أخرى إلى ماريوبول. ولم يشر تيرتشينوف إلى هذا الجزء من اقتراحات أحمدوف لكنه رفض الاستفتاء الذي أجراه الانفصاليون ووصفه بأنه مهزلة. وقال تيرتشينوف في بيانٍ إن «هذه العمليات تثيرها القيادة في روسيا الاتحادية وهي مدمرة لاقتصاد منطقتي دونيتسك ولوهانسك وكذلك لحياة ورخاء المواطنين وتهدف إلى زعزعة الاستقرار في أوكرانيا وعرقلة انتخابات الرئاسة والإطاحة بالسلطات الأوكرانية». وتهدف انتخابات الرئاسة إلى ضمان استمرار الديمقراطية والشرعية بعد فرار الرئيس الأوكراني المعزول، فيكتور يانوكوفيتش، إلى موسكو في فبراير الماضي. وبدأت هذه الاستفتاءات مرحلة جديدة من الريبة في بلد منقسم تاريخياً بين شرق يتحدث الروسية وغرب أكثر تقارباً من الغرب. وقُتِلَ رجل في مواجهة أمس الأول، الأحد، بين وحدة من الحرس الوطني وحشد لنشطاء موالين لروسيا. وتخشى السلطات من خطر إثارة هذه الاشتباكات بين قوت الأمن والحشود مزيداً من إراقة الدماء. ولم يعلق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، شخصياً لكن الكرملين نشر بياناً بشأن الاستفتاء. وذكر الكرملين في البيان أنه يندد باستخدام القوة بما في ذلك الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين، وأضاف البيان «نحن في موسكو نحترم إرادة شعب منطقتي دونيتسك ولوهانسك ونعول على التنفيذ العملي لنتيجة الاستفتاء بأسلوب متحضر دون أي تكرار للعنف ومن خلال الحوار».