في كثير من الأحيان قد يلفت نظرك وأنت في السوق بعض الأزواج وهو يسير بشكل سريع يصاحبه شيء من الانفعال وخلفه الزوجة تحاول اللحاق به وربما كانت ممسكة بطفل أو أكثر، وربما كانت محملة ببعض المشتريات.. ولا شك أنه منظر قد يصور لنا مدى تضجر الزوج لسبب أو لآخر. فكثير من الأزواج يتضجر من ذهاب زوجته إلى السوق، وذلك إما لأنها تقضي فيه الوقت الطويل، وإما لأنها تقضي فيه على ما في المحفظة.. لذلك، فإن الزوج يلجأ إلى أعذار ومبررات كي لا يرافق الزوجة إلى السوق أو يثنيها عن الذهاب، ومع الأسف فإن الزوج ينظر فقط من زاويته ولا ينظر من زاوية الزوجة، وذلك أن السوق والتسوق يعني لها كثيراً وهي فطرة في المرأة فهي تحب اللباس والزينة (أوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) الزخرف الآية 18. لذلك، فإن من الإجحاف في حق الزوجة تجاهل هذه الغريزة فيها، وفي المقابل من الظلم للرجل تكليفه بما لا يطاق من إهدار لوقته وماله.. ولعل من المناسب أن يكون هناك تقنين لهذه القضية بوضع آلية للذهاب إلى السوق يتفق عليها الزوجان منها: -1 أن يتم تحديد بعض الأيام للتسوق وعدم فتح المجال للشهوة والرغبة في أي يوم أو لكون الزوجة فقط تشعر بالملل والضجر فترى أن السوق وسيلة للتنفيس في أي وقت. -2 تحديد وقت كافٍ لشراء حاجيات الزوجة ومستلزماتها كأن يتفقا على ساعة أو ساعتين أو من العصر حتى المغرب وهكذا. -3 تخصيص مبلغ مالي لهذه المستلزمات بحيث إذا رأت الزوجة ما يعجبها ولم يكن ضمن ما هو مخطط لشرائه أو فوق طاقة الزوج، فإن القرار يعود للزوج حسب طاقته ووسعه في الشراء من عدمه. -4 مشاركة الزوج لزوجته في الاختيار وإبداء الرأي، فإن كثيراً من الزوجات بطبيعتها تحب مَنْ يساعدها في اختيارها ويشاركها وتفرح بذلك أشد الفرح، وهذا أيضاً ما يساعد في سرعة الشراء وإلا فإن الزوجة ستستغرق وقتاً أطول في معاينة جميع الموديلات والمرور على جميع المحلات ولو وجدت مَنْ يشجعها منذ أن رأت أول موديل لرضيت به واشترته. -5 كثير من الزوجات لا تبدي رغبتها المباشرة للزوج في السلعة المعينة، بل إنها تلمز له لمزاً كأن تقول ما رأيك في هذا الفستان وهي في الواقع ترغب فيه إلا أنها تنتظر المبادرة منك أيها الزوج بأسلوبها الراقي الجميل. -6 قد تُعجب زوجتك بسلعة ما وتستحسنها وقد تكون غير مرغوبة أو لم تعجبك أيها الزوج فلا يتم شراؤها فلا أقل من أن تثني عليها وتعدها بالأفضل تطييباً لخاطر زوجتك. -7 المرأة بطبيعتها ضعيفة البنية فلا تحمّلها أيها الزوج فوق طاقتها في حمل المشتريات، فما أجملها من خدمة للزوجة وهي أيضاً رسالة جميلة من الزوج تشعر الزوجة معها براحة نفسية وكما قيل: بِكَ أستعينُ على الزمانِ وصِرفهِ … بعدَ الإلهِ ألستَ أنتَ عِمادي -8 كثير من الزوجات تشتاق وتتمنى أثناء التسوق أن تكون يدها بيد زوجها وقد تختلف من شخص لآخر، وهو لا شك يضفي على الزوجة شعوراً لا يكاد يصفه غيرها، بل لا أخفي عليك أيها الزوج أنها قد تنسى ما قد جاءت لأجله. -9 لا تنسي أيتها الزوجة عندما تصعدان إلى السيارة ويتنفس الزوج الصعداء أن تبادريه بأجمل الكلمات كأن تقولي: الله يعطيك العافية (أو) ما قصرت يا أبا فلان (فإن لها عملها السحري في القلوب وهي من البر بين الزوجين) وكما قيل: أُخيَّ إنَّ البرَ شيءٌ هينُ.. وجهٌ طليقٌ وكلامٌ لينُ. أخيراً.. هذه بعض النقاط وربما هناك غيرها، قد تُسهم في جعل التسوق أكثر متعة وخفة على نفس الزوج، وأيضاً إشباع لهذه الفطرة لدى الزوجات من غير إفراط ولا تفريط.