سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
النساء بصوت واحد.. "الزوج لا يصلح للتسوق" والرجال يخرجون عن صمتهم: لن نلتزم بقائمة المشتريات التي تضعها الزوجة رغم كثرة الطلبات المنزلية وتقدير الرجل لميزانية الأسرة
لا يستطيع الزوج أن يتبضع احتياجات المنزل من دون الاستعانة قائمة مشتريات واضحة ومحددة، تضعها له زوجته. وحين يذهب إلى السوق تراه يحيد من القائمة فيشتري ما هو ليس مطلوبا ويحذف ما هو أساسي ومطلوب أحياناً.. قد تخذله ذاكرته، حتى مع وجود القائمة، أو يتناسى ويقرر من تلقاء نفسه إلغاء بعض بنود القائمة من منطلق أن لا حاجة إليهم بها، أو قد يعجز عن العثور على غرض بعينه فلا يفكر حتى في إيجاد بديل. وفي كل مره نجد الزوجة نفسها في مواجهة خلاف، فإما تشعلها نارا في البيت أو قد تتذمر وتتبرم بصمت واستسلام. فهل من الصعب حقا على الزوج أن يلتزم قائمة مشتريات واضحة وصريحة ومطلوبة؟ طلبات زائدة.. في هذا التحقيق وجدنا رجالاً يعترفون بعدم التزامهم قائمة المشتريات بحجة أنها زائدة على الحاجة أو لا ضرورة لها.. وقال علي المنصوري اني لا التزم قائمة المشتريات التي تعدها زوجتي، حيث اشتري ما أجده أمامي، طالما أنه يفي بالغرض، خصوصا أني لا أملك الصبر، كي أراجع اللائحة من وقت لآخر، وأبدأ رحلة البحث عن كل غرض أو طلب بعينه. ولا يبدو أن علي يواجه مأزقاً عند عودته إلى البيت حيث يقول "زوجتي لا ترجع للقائمة ولا تتذكر ما طلبت، فإذا لم أحضر "ما يلزم" فإنها لن تتوانى عن أن تعد لي قائمة أخرى وتبتدع ضرورة لها في قائمة السوق التالية، أما إذا أحضرت مالا يلزم فإنها لا تسأل بل قد يصبح في ما بعد من الأشياء اللازمة، التي تضاف إلى سلسلة الأغراض الثابتة في قائمة التسوق. أما محمد سالم فيعترف بعدم التزامه قائمة المشتريات حيث يقول أختصرها إلى الربع، لعلمي أن زوجتي تبالغ أصلا في طلباتها ومع ذلك أجد نفسي وقد اشتريت السوق بأكمله. من جهة أخرى يتوعد يحيى أحمد بأنه "لم ولن يلتزم قائمة الشراء مهما كلف الأمر" وحجته في ذلك بأن زوجته تبالغ دائما في طلباتها وتعد في أغلب الأوقات قائمة طويلة وعريضة، بل وتضمنها أغراضا موجودة بالبيت، لذلك يفضل يحيى أن يقوم بعملية التسوق بنفسه، كي "يحذف" معظم الأشياء المكتوبة ويشتري مايريد، حسب ما يمليه عليه مزاجه وقناعاته. ويخلص يحيى إلى قناعة بأنه ليست زوجته وحدها التي تعشق التسوق، وتبالغ في قائمة المشتريات فالمرأة بطبعها تحب الشراء والتنويع، ولولا وجود المرأة المصابة بحمى الشراء لأغلقت الكثير من المتاجر أبوابها. تضخيم القائمة وإذا كان معظم الأزواج يميلون إلى اختصار قائمة المشتريات التي تضعها لهم زوجاتهم، فإن ثمة آخرين يميلون إلى تضخيمها بحيث تخرج الأمور من نطاق السيطرة، هذا هو حال أحمد ناجي الذي يأتي قائمة عليها أشياء محددة لكنه سرعان ما يتجاوزها، لينتهي به المطاف وقد أشترى آخر لا يريده. ويضيف أحمد "إن الأمر ليس بيدي، وليس بوسعي أن أغير هذه العادة، فأنا أؤمن بالمثل القائل "أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" ولا يجب أن يكون الزوج بخيلا على عائلته. وعلى الرغم من إقراره بأن الميزانية تنتهي بالغالب من أول الشهر إلا أنه لا يعتقد أنه سيبدل عادته أو يتنازل عنها فالله هو الذي خلقني وهو الذي يرزقني. في المقابل يفضل عبدالله حسين أن يذهب للسوق وحده بدلا من اصطحاب زوجته أو السماح لها بالذهاب بمفردها فهي غاوية شراء ولها المقدرة على تعبئة عربة المشتريات بكل أصناف الطعام والشراب، وكأنها ستقيم ولائم لعشرات الأشخاص طوال الشهر. ويشير عبدالله بمجرد خروجي من البيت أعيد كتابة القائمة، وأحذف منها العديد من الأشياء، وعندما أعود تطابق زوجتي القائمة مع المشتريات فيجن جنونها، وتصفني بالبخل وعدم الشعور بالمسؤولية، كما تنعتني باللامبالاة، وتقرر أن تقوم بعملية الشراء بنفسها المرات القادمة، إلا أنها تنسى هذا القرار أو تتجاهله لعدم وجود سيارة خاصة بها ولانشغالها بأبنائها. متعة تسوق الرجل ليس غريبا أن يشكل التسوق متعة بالغة للمرأة، لكن أن يكون كذلك للرجل؟ فهذا شيء خارج عن المألوف. فهذا ناصر الحامد يقول "التسوق بالنسبة لي متعة لا يضاهيها أي متعة أخرى" وهو على حد قوله لم يحاول ولو لمرة واحدة التزام قائمة المشتريات وفي كثير من الأحيان يشتري أضعاف ما هو مكتوب بالقائمة. وقد تعودت زوجة ناصر على شطحات زوجها بالشراء خارج حدود القائمة: "كثيرا ما تغضب علي وتقول لي إنه "حرام" وإن معظم ما نشتريه يذهب سدى، لكن لا أظن أنني سوف ألتزم يوما القائمة. في حين يجد إبراهيم السمح أن التزام قائمة المشتريات أمر غير منطقي، حيث يمكن تعديل بعض المشتريات إذا تعذر وجود الشيء المطلوب، ولا يتذكر إبراهيم أن زوجته ناقشته أو لم تتقبل البديل "فأنا شاطر وأعرف كيف أختار البدائل". أما منصور السيف فحريص على أن يلتزم دائما بالقائمة المكتوبة، لأنه يثق بأن زوجته أدرى باحتياجات المنزل، وهي تسعى دائما إلى التدبير والتوفير، ولا تشتري أي غرض لا تحتاج إليه مثلما تفعل معظم الزوجات. ومع ذلك يقول "إذا أعجبت بشيء بعينه فلا أتأخر عن شرائه، حتى وان كان خارج القائمة، إذ لا يمكن لأي قائمة مشتريات أن تكون بهذه الصرامة. الرجل غير ملتزم وبما أن الزوجة هي التي تكتب قائمة المشتريات للزوج، وتحدد بنودها وتشرح له ما يجب أن يشتري وما لا يشتري، فإنها طرف له رأي وشكوى في هذه المسألة. فاطمة أحمد ربة منزل يئست تماماً ورفعت يديها معلنة استسلامها "فزوجي لا يلتزم القائمة على الإطلاق، وعندما أكتب قائمة بالمشتريات أكون على ثقة تامة بأنه لن ينفذها، ومع ذلك أكتبها كل شهر ولا أتبرم أمامه، إذا لم يلتزم بها كي أفوت عليه فرصة ذهبية، ظل ينتظرها طويلا وهي أن يقول لي "روحي بروحك" وأشتري ما تريدين. وتستدرك: "يكفي أنه تخلى عن الكثير من المهام والواجبات المنزلية الأخرى، فليتول على الأقل مهمة تبضع احتياجات البيت، ولا يهم ما إذا تجاوز القائمة أم لا، المهم أن يكون له دور. وبالنسبة لفايزة حجازي، موظفة، فزوجها يحب "الشوبنج" ولا يمكن أبدا أن تقتصر مشترياته على ما هو مدون في القائمة، لذلك يشتري ما لا نحتاج له وما لا نريد في أغلب الأحوال. وتضيف فايزة: كنت في البداية أعاتب زوجي على شراء الأشياء التي ليس لها داع، لكنني تركت العتب عندما عرفت أن التسوق في دمه. أما لينا فوزي ربة منزل فتقول ليس غريبا على الأزواج أن لا يلتزمون بما هو مكتوب في قائمة المشتريات فهذا هو حالهم وإذا خرجوا للتسوق دون قائمة، فإنهم غالبا ما ينسون المطلوب أو لا يعرفون كيف يختارون البديل، إذا لم يجدوا غايتهم، خاصة في ما يتعلق بشراء المواد الغذائية. وتقول حنان دائما ما ألفت انتباه زوجي إلى الأشياء التي لا أريدها ومع ذلك لا يلتزم ويحاول أن يختصر وقت الشراء، بشراء أي شي تقع عينه عليه، ليعود بسرعة، لأنه مثل غيره من الرجال المعروفين بكراهيتهم السوق والتسوق. أما أم مهند فتصف نفسها بالمحظوظة لأن زوجها يلتزم أغلب الأوقات قائمة المشتريات، لعلمه بحاجتها إلى كل شي مكتوب فيها، ومع ذلك لا يعدم الأمر من بعض التجاوزات المقبولة ففي بعض الأحيان قد تلفت انتباهه أشياء جميلة لا يستطيع مقاومتها فيشتريها، وفي هذه الحالة لا أستطيع سوى تقديم الشكر إليه، لأنه صاحب ذوق رفيع في شراء مقتنيات البيت ولا يمكن أن أختلف معه في خياراته.