كسر الفريق الأول لكرة اليد بنادي مضر عناد بطولة الكأس التي ظلت ملازمة له طيلة السنوات الماضية، وخطف لقب كأس الأمير سلطان بن فهد لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه على منافسه الخليج في نهائي البطولة الذي جمعهما عصر أمس الأول على صالة الدمام، بفارق هدف واحد وبنتيجة (23-22) وسط حضور جماهيري كبير. وعلى الرغم من أن فريق مضر ما زال يتدرب على أرض إسمنتية، وعلى صالة مدينة الأمير نايف بن عبدالعزيز في القطيف، مرة واحدة أسبوعياً، وأحياناً على صالات بعض الأندية المجاورة التي تسمح له بإجراء بعض التدريبات، إلا أنه أثبت علو كعبه، وقدرة لاعبيه على تجاوز الصعوبات والعودة إلى طريق البطولات. وتزينت خزائن نادي مضر بالبطولة السابعة بعد تحقيقه لأول بطولة عام 2008 عندما توج ببطولة النخبة، وعاد ليحققها عامي 2010و2012 وتواصلت إنجازاته بتحقيق بطولتين للدوري الممتاز، كما أنه حقق بطولة الأندية الآسيوية عام 2011، وتأهل للعب في بطولة الأندية العالمية «ماستر جلوب» التي أقيمت في قطر كأول فريق سعودي يشارك في البطولة، وقدم مستويات مشرفة أمام أقوى الفرق الأوروبية أبهرت العالم، ليختتم بطولاته بكأس الأمير سلطان بن فهد. وامتدت أفراح مضر من صالة الدمام إلى القديح، ولم تكتف جماهيره التي حضرت بكثافة ومنذ وقت باكر بما قدمته من لوحات جمالية في الصالة، وقيادتها لفريقها لتحقيق البطولة، بل تجمعت أعداد غفيرة منهم أمام مقر النادي فور إطلاق الحكم لصافرة النهاية، وانتظرت قدوم بقية الجماهير والفريق من الصالة، ليبدأ الجميع في الاحتفال في أجواء فرح لم يعشه النادي منذ أن حقق الفريق آخر بطولة له قبل موسمين. وكان فريق مضر بدأ مشواره نحو البطولة بعد أن أقصى فريق الترجي من دور الثمانية، ثم تأهل إلى الدور نصف النهائي وواجه «حامل اللقب» وأبرز المرشحين فريق الأهلي وتغلب عليه بفارق هدف، ليشق طريقه نحو أول نهائي ويحقق البطولة. وضمت تشكيلة الفريق كوكبة من النجوم المتميزة، وهم: حسن الجنبي، هشام غزوي، جعفر الصفار، حسين العبدرب النبي، حسن الخضراوي، منير الخضراوي، علي العبدرب النبي، محمد عباس، إبراهيم الصفار، منير أبو الرحي، أحمد العلي، فاضل السليمان، عباس الصفار، عبدالله حليلي، حيدر الخضراوي، والمحترف التونسي وليد شريف والصربي لوكا، فيما يشرف على الفريق إدارياً علي مرار وعلي الخاطر، ويشرف عليه تدريبياً المدرب الوطني عبدرب الرسول الجزيري. من جهته أكد المشرف العام على الفريق علي سعيد مرار أن من يملك فريقاً يمتاز بهذه الروح والحماس والقوة التي يتميز بها كواسر فريقه لايخشى أبداً من الصعاب ومن أي مواجهة»، وقال: «نملك قائداً متمكناً ومحنكاً وصخرة في الدفاع، وعمدة في الفريق وهو حسن الجنبي، ولاعبين نجوماً هم خليط بين الخبرة والشباب، وحارساً متميزاً وأسداً في الشباك مثل هشام غزوي الذي كان سداً منيعاً، وعاد بكل قوته وعنفوانه» مشيداً في الوقت نفسه بجميع اللاعبين، وزاد: «هؤلاء اللاعبون يشعرونك دائماً أنك ستكون بطلاً، وهو ما تحقق في سنوات محدودة». وشدد مرار على أن البطولة لا خاسر فيها لأنها بقيت في القطيف أمام جار ومنافس قوي مثل الخليج، وأضاف: « أعتقد أن إعداد فريقنا كان على مستوى عال من النواحي الفنية التي أدارها باقتدار الوطني الجزيري الذي عرف كيف يقرأ المباراة وكيف تؤكل الكتف كما يقولون، واستخدم الأوراق الرابحة منذ البداية وأتعب منافسنا الخليج، كما أن الإعداد النفسي كان على قدر التطلعات، وترابط رجال القديح ، وفوق كل ذلك وقفة الجماهير التي كانت السند الحقيقي والدافع لتحقيق اللقب». من جهته، أشاد قائد الفريق حسن الجنبي بوقفة الجماهير ومساندتها للاعبين، واصفاً ذلك بغير المستغرب، ويأتي امتداداً لدعمها المتواصل للفريق في كل بطولة ومناسبة، وقال: «أحمد الله على أننا تمكنا من إدخال الفرحة على كل بيت في بلدتنا، وأجمل ما أستطيع أن أقوله عن هذه المناسبة أننا تمكنا من ترويض هذه الكأس العصية، لتصبح بإذن الله الوفية في المستقبل»، مؤكداً في الوقت نفسه «أن القراءة الفنية الممتازة والتحضير الذهني والتركيز من اللاعبين واللعب بشكل جيد في الدفاع، مكنهم من كبح جماح الخليج الذي كان عازماً على تحقيق الفوز بحسب قوله، واصفاً النهائي بالمتوسط من الناحية الفنية لحساسية المباراة لكونها نهائياً يجمع الفريقين لأول مرة. من جهته اعتبر حارس الفريق وأحد نجوم المباراة الختامية هشام غزوي أن البطولة كانت حلماً مشتركاً بين جميع أفراد الفريق وهو الذي ظل يراودهم منذ فترة طويلة وتمكنوا من تحقيقه، وأضاف «في جميع البطولات السابقة كنا نتمنى أن نوفق ونلعب الدور نصف النهائي في المنطقة الشرقية أمام جماهيرنا، وعندما سنحت لنا الفرصة أمام الأهلي تجاوزناه، وكنت واثقاً من الفوز في النهائي على الخليج بحضور هذه الجماهير الغفيرة»، واصفاً سير المباراة بالسهل بسبب الحرص الزائد، والعمل الكبير الذي قدمه المدرب الذي عمل على التعرف على نقاط قوة وضعف المنافس، إضافة إلى إدارة الفريق التي هيأت كافة سبل النجاح، ولوكان هناك وقت أكثر للعب للعبناه وحققنا الفوز لأننا كنا في كامل جاهزيتنا النفسية والبدنية». وأكد غزوي أن لاعبي فريقه عملوا على الابتعاد عن كل الضغوطات من أجل الجماهير الذين كانوا أحد أبرز عوامل النجاح، مشيراً إلى أن الكلمات التشجيعية التي يلقيها الإداري علي مرار قبل أي مباراة كانت تلهب مشاعر اللاعبين وتحفزهم لتقديم الأفضل، منوها بدعم واهتمام الإدارة وحرصها على تهيئة الفريق بالشكل الأمثل، معرباً عن خالص شكره وتقديره لطبيب الفريق حسن العلي الذي وقف معه في فترة إصابته التي لازمته أكثر من سبع سنوات، والاستشاري الدكتور محمد بهلول الذي أجرى له العملية الجراحية، وقال «سأذهب مع إدارة الفريق بالكأس إليه في المستشفى وأهديه إياه تقديراً وعرفاناً لما قدمه لي».