سيطر الجيش اليمني أمس الخميس على مدينة عزان، معقل تنظيم القاعدة في محافظة شبوة الجنوبية، وذلك بعد 10 أيام على إطلاق حملة لطرد التنظيم من معاقله في محافظتي أبين وشبوة في الجنوب، حسبما أفاد موقع وزارة الدفاع.ونقل موقع وزارة الدفاع عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن «وحدات القوات المسلحة والأمن دخلت مدينة عزان في محافظة شبوة وسط فرحة المواطنين». وأكد المصدر أن «الأمن والاستقرار يعودان تدريجياً إلى المناطق التي تم تطهيرها من الإرهابيين في جولة ريدة وميفعة بشبوة ومديرية المحفد بأبين». وعزان من أكبر مدن شبوة وكانت تعد المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة في المحافظة.وأكدت مصادر رسمية أيضاً دخول الجيش إلى بلدة الحوطة المجاورة لعزان، وهي كانت أيضاً من المناطق التي يتحصن فيها المقاتلون المتطرفون. من جانبه، تفقد وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وحدات الجيش في عزان وقدم التهاني ب «الانتصارات المتلاحقة» التي تُسجَّل في الحرب مع القاعدة. وشدد الوزير من عزان على أن «حماة الوطن سيواصلون ملاحقة من تبقى من الإرهابيين في القرى والمواقع المجاورة». من جهته، أوضح مصدر مسؤول من الإدارة المحلية في شبوة أن قوات الجيش «تمكنت من دخول عزان صباح الخميس دون أي مقاومة»، مشيراً إلى أن المقاتلين المتطرفين انسحبوا إلى جبال الكور الواقعة ما بين محافظتي شبوة وأبين. وبحسب المصدر المحلي، فإن هذا الانسحاب أتى نتيجة اتفاق بين وجهاء قبليين ومحليين وقيادات القاعدة من جهة أخرى «لإخراج المقاتلين دون قتال».وأفاد المصدر بأنه تم التوصل إلى هذا الاتفاق «تجنباً لإراقة الدماء ولتدمير المدينة وعدم تكرار مسلسل أبين في 2012» حين طرد الجيش بالقوة تنظيم القاعدة من معاقله الرئيسة في محافظة أبين ما أسفر عن دمار كبير.وفي سياق متصل، أعلن موقع وزارة الدفاع مقتل 4 أشخاص من قياديي تنظيم القاعدة، لا سيما القيادي الكويتي الجنسية المعروف باسم «أبو مصعب».ونقل الموقع عن مصدر عسكري مسؤول تأكيده «مصرع القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي أبو مصعب الكويتي على يد أبطال القوات المسلحة والأمن في محافظة شبوة».كما أشار المصدر إلى مصرع القيادي في القاعدة أبو الوليد الحميقاني في شبوة أيضاً، فيما «لقي القيادي في القاعدة الإرهابي أبو عادل الكلدي مصرعه في محافظة البيضاء (وسط اليمن) على أيدي أبطال الوحدات العسكرية والأمنية».وفي وقت لاحق، أكد موقع وزارة الدفاع مقتل القيادي خالد العديني المكنى ب «الذباح» دون الإشارة إلى مكان مقتله. وكانت السلطات أعلنت مقتل عددٍ من قياديي القاعدة منذ إطلاق الحملة ضد التنظيم المتطرف في أبين وشبوة في 29 إبريل الماضي، بينهم عدد من الأجانب، لا سيما جزائري وباكستاني وشيشاني وأوزبكي و6 سعوديين في المعارك مع الجيش اليمني. إلى ذلك، أشار مصدر من اللجان الشعبية التي تقاتل إلى جانب الجيش إلى اشتداد حدة المعارك أمس في منطقة وادي ضيقة في محافظة أبين حيث أعلنت السلطات أيضاً ضبط أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة في منزل أحد أعضاء التنظيم.في الوقت نفسه، أكدت السلطات اعتقال 5 عناصر من القاعدة في صنعاء، وذلك فيما تشهد العاصمة اليمنية تدابير أمنية مشددة.وكانت الولاياتالمتحدة أعلنت ليل الأربعاء إغلاق سفارتها في صنعاء أمام الجمهور، مشيرةً إلى «الهجمات الأخيرة على مصالح غربية» في هذا البلد.وقالت الخارجية الأمريكية في بيانٍ جاء بعد يومين من مقتل فرنسي في الحي الدبلوماسي بصنعاء إن هذه «الهجمات (..) والمعلومات التي تلقيناها مقلقة بما يكفي لاتخاذ هذه الإجراءات الاحتياطية». وأضاف البيان «نواصل تقييم الوضع الأمني يومياً وسنعيد فتح السفارة أمام الجمهور عندما يصبح الوضع الأمني ملائماً». وكانت السفارة الأمريكية أغلقت أبوابها أمام الجمهور في صنعاء عدة أسابيع في أغسطس الماضي. وأوضح البيان أن الإغلاق هذه المرة «مؤقت» ولا يطال الخدمات التي تقدم للرعايا الأمريكيين والأجانب. بدوره، ذكر مصدر أمني أن السلطات عمّمت أرقام لوحات سيارات مشتبه بها وقد تكون مفخخة ويمكن أن تُستخدَم في هجمات.وشددت قوات الأمن التدابير حول السفارات الغربية في صنعاء وحول المرافق الحيوية دون أن يؤثر ذلك على الحركة في العاصمة.