«انسكب الشّاي» عِبارة هَتفت بِها الصَّغيرة لِحَدث أقلقَ العائلة بِأكملها فِي هذا الوقت الحرج حيثُ الضيوف فِي طريقهم لِلقدوم! انسكبَ الشّاي وانكسر استعدادهم لِاستقبال الضُّيوف.. انسكبَ الشَّاي؛ وأخذَ الأب يوبِّخ أبناءه لِفرط حَركتهم فَهي مَن تسببت في انسكابه.. انسكبَ الشَّاي؛ وَظهرت علامات الانزعاج والتَّضجر عَلى الأخ الأكبر لِعلمه أنَّه آخر ما تبقى فِي العلبة وَسيضطرهُ ذلك لِلخروج لِأقرب دكَّان.. انسكبَ الشَّاي؛ وتذمَّرت الأخت الكُبرى عَلى مَا حصل فَلقد استغرقت وَقتاً طَويلاً فِي تنظيف السِّجاد وَترتيب المَكان.. وَسط حَرارة الشَّاي المُنسكب أخذت الأم قِطعة قُماش مُبللة تُزيل بِها آثار الشَّاي مِن عَلى السِّجاد لِيعودَ نَظيفاً كَما كَان وَلِتخبر الأب بأن مَا حصل لَم يكن مُتعمداً، وأن حركة الأطفال السريعة وغير المُتوقعة هِي مِن طبيعة نَشاطهم الطفولي! وَإنّنا لَسنا مُضطرين لِصنع شاي جديد إن لَم يتوفر لَنا ذلك، وَإن المَشروبات الأخرى بإمكانها أن تنوبَ عنه.. أمام أي حَدث سَتختلف ردَّات الفعل بِاختلاف اهتمامات الأشخاص، لَكن تذكر دائماً بأننا قد لا نملك فُرصة اختيار الأحداث وإنَّ مَا قد يحدث قَد لا يكون باختيارنا غالباً، لَكننا يقيناً نملكُ فرصة اختيار ردَّة الفعل المُناسبة.. «إذا انسكبَ الشَّاي انتظرهُ حتَّى يبردَ قَليلاً واستخدم أداة جيِّدة تُساعدك عَلى التَّعامل مَعه بَطريقة دقيقة تَعزلُ الحرارة وَالضرر عَنك».