طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أمس المجتمع الدولي بالتوحد ضد الرئيس بشار الأسد الذي يسعى إلى إعادة انتخابه «على جثث السوريين». وندد الجربا في مستهل زيارته الرسمية الأولى للولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية السورية المقررة الشهر المقبل معتبرا أنها «مهزلة» ومحذرا من أنها ستمنح الأسد «رخصة للقتل لأعوام عدة مقبلة». وطالب الجربا الولاياتالمتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالأسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع المسلح مع النظام السوري. وقال الجربا أمام مركز دراسات في واشنطن في مستهل أول زيارة رسمية للولايات المتحدة إن قوات المعارضة تحتاج إلى «أسلحة فعالة لمواجهة هجمات النظام التي تشمل غارات جوية بحيث نتمكن من تغيير ميزان القوى على الأرض». وفي سياق آخر بدأ مقاتلو المعارضة السورية الانسحاب من وسط مدينة حمص أمس تاركين معقلا كان من أول معاقل الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد مما منحه انتصارا رمزيا مع تبقي أقل من شهر على انتخابات الرئاسة المرجح أن يفوز بها. وقال نشطاء إن حافلتين تقلان الدفعة الأولى من مئات المقاتلين غادرت وسط المدينة المحاصر. وتم الإعداد لإجلائهم بموجب اتفاق بين مقاتلين من المعارضة والقوات الموالية للأسد. ويشمل الاتفاق أيضا الإفراج عن معتقلين يحتجزهم مقاتلو المعارضة في محافظتي حلب واللاذقية وتخفيف حصار المعارضة لبلدتين شيعيتين شمال سوريا. وكان مقاتلو المعارضة يتحصنون في منطقة حمص القديمة وعدة مناطق أخرى على الرغم من نقص المؤن والسلاح وحصارهم لأكثر من عام والقصف المتواصل من جانب قوات الأسد. وأظهرت لقطات فيديو مجموعة من الرجال يصعدون إلى حافلة خضراء تحت حراسة نحو 12 رجلا في زي «كاكي» ويرتدون ستر سوداء كتب عليها «الشرطة». وكانت هناك أمام الحافلة سيارة بيضاء تحمل شارة الأممالمتحدة التي شاركت في الإشراف على العملية. وقال نشطاء إنه يجري إجلاء 1900 شخص معظمهم من مقاتلي المعارضة وإن العملية تبدأ ب600 مقاتل مصاب وأقارب لهم من المدنيين. لكن معظم من استقلوا الحافلة في وسط حمص كانوا رجالا بدوا في كامل لياقتهم في سن القتال. وأظهر تسجيل فيديو نشر في وقت لاحق وصولهم إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة شمالي المدينة. وفي اختلاف عن إجلاء للمدنيين من حمص في فبراير قال نشطاء إن قوات الأمن لم تحتجز المقاتلين لفحصهم وإنه سمح لهم بالاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة. وسيعزز انسحابهم من وسط المدينة المعروفة باسم «عاصمة الثورة» التي شهدت تفجر الاحتجاجات على حكم الأسد للمرة الأولى عام 2011 سيطرة الجيش النظامي قبل انتخابات الرئاسة التي تجرى في الثالث من يونيو المقبل.