دارت مفاوضات ماراثونية خلال ال 48 ساعة الماضية بين الثوار في حمص وممثلين عن نظام الأسد وإيران في فندق السفير في حمص، للوصول إلى اتفاق ينسحب بموجبه الثوار من أحياء حمص القديمة مقابل إطلاق ثلاثة أسرى إيرانيين بينهم امرأة تدعى شيرين حسين، بالإضافة إلى ضابط روسي تم أسره في ريف اللاذقية، و70 عسكرياً من قوات الأسد أسرى لدى الثوار. وقال الناشط الميداني من داخل الأحياء المحاصرة أبو بلال الحمصي ل «الشرق»: إن مفاوضات الساعات الماضية كانت لوضع اللمسات الأخيرة والاتفاق على الإجراءات لتأمين خروج المقاتلين المحاصرين منذ سنتين تقريباً إلى خارج حمص، وأوضح الحمصي أن المفاوضات جرت بين وفد مثّل الثوار برئاسة الشيخ عبدالعليم، مع السفير الإيراني في دمشق ورئيس شعبة الأمن السياسي محمد ديب زيتون ومحافظ المدينة طلال البرازي. وأكد الحمصي أنه تم الاتفاق على خروج المقاتلين وعددهم حوالي 1700 مقاتل مع أسلحتهم الفردية و50% من الرشاشات المتوسطة والتخلي عن الأسلحة الثقيلة، مقابل تسليم الأسرى والسماح بدخول المواد الغذائية لقريتي نبل والزهراء المواليتين في ريف حلب والمحاصرتين من قبل الثوار. وبالمقابل يسمح النظام بدخول المواد الغذائية إلى حي الوعر المحاصر منذ شهور. وأوضح الحمصي أن الثوار سيستقلون حافلات يرافق كل واحدة منها عضو من الأممالمتحدة وعضو من الصليب الأحمر، وسيتوجهون إلى بلدة الدار الكبيرة التي لا تبعد سوى كيلومترات قليلة عن المدينة. وأشار الحمصي إلى مفاوضات شاقة تدخلت فيها إيران وروسيا بقوة مع الجبهة الإسلامية التي تحتفظ بالأسرى الإيرانيين والضابط الروسي ودور فاعل لتركيا، وأكد أن الاتفاق تم بين الجبهة الإسلامية وإيران على خروج آمن للمقاتلين من حمص مقابل الإفراج عن الأسرى الإيرانيين الثلاثة. وأفاد الحمصي أن تنفيذ الاتفاق سيتم خلال الساعات ال 24 المقبلة ويبدأ المقاتلون بالانسحاب مع أسلحتهم، بعد أن يتم الاتفاق على الطريق الذي سيسلكونه للخروج من المناطق المحاصرة، وأوضح أنهم رفضوا الخروج عبر «طريق حماة» الذي حدده النظام، وأنهم سيسلكون طريقاً آخر بعد الاتفاق عليه. وأشار الحمصي إلى أن قوات الأسد أطلقت النار أمس على الوفد المفاوض أثناء توجهه إلى فندق السفير لاستكمال المفاوضات، وأصيب رئيس الوفد الشيخ عبدالعليم إصابة خفيفة في يده.